الرئيس الأمريكي ترامب يظهر تلفزيونياً الساعة الرابعة فجراً (بتوقيت دمشق) ويعلن: قوّاتنا تنفذ الآن هجوماً على سوريا بمشاركة الحلفاء البريطانيين والفرنسيين، ردا على الهجوم الكيميائي السّوري على مدينة دوما (على حد تعبيره).
حوالي الساعة الخامسة صباحاً اتضحت الصورة، صواريخ أمريكية تستهدف مركز البحوث العلمية في منطقة جمرايا، ومركز البحوث في منطقة برزة، بالإضافة إلى مطار الضمير العسكري الذي وبحسب معلومات خاصة استهدفَ ب 40 صاروخاً، تم إسقاط أغلبها وتغيير مسار بعضها.
فيما بعد يتضح فشل هذا العدوان في تحقيق أي نتيجة على الأرض، أكثر من 100 صاروخ أطلقتها القوات المشتركة، تمكنت الدفاعات الجوية السورية من إسقاط 70 صاروخاً منها.
بغية الوقوف على هذا العدوان، التقت "سبوتنيك" العميد محمد ملحم الخبير العسكري والاستراتيجي.
سيادة العميد الآن وقد حدث العدوان، ما هي النتائج والتداعيات الأولية له؟
"منذ البداية كنا نتوقع أن يكون العدوان بهذا الحجم وهذه الصيغة، لأن الهدف الأمريكي الكبير قد سقط في سوريا، وخاصة بعد تحرير الغوطة وخروج المجاميع الإرهابية منها، لذلك نعلم أن العدو الأمريكي والغرب بشكل عام أغاظهم هذا الأمر، وكان لا بد لهم أن يتّخذوا هكذا خطوة، لكن الدفاعات الجوية السورية كانت مستعدة لها وأثبتت فعاليتها.
حجم هذا العدوان كان صغيراً بحجمه وصغيراً بنتائجه، لأنه عندما تُسقِط الدفاعات الجوية السورية حوالي 71 صاروخاً من أصل 103 صواريخ، هذا يعني أن نتائج العدوان كانت صغيرة وهزيلة وأظهرت قلة حيائهم ومخالفتهم للأعراف والقوانين الدولية.
ما هي الصواريخ التي استخدمها الأمريكيون وحلفاؤهم في هذا العدوان؟ وما هي الصواريخ السورية التي تصدّت له؟
الصواريخ المستخدمة في العدوان هي صواريخ كروز بنسخها الحديثة والمتطورة، وقد انطلقت من عدّة مطارات عربية وغير عربية مجاورة، بالإضافة إلى صواريخ مجنحة أطلقت من البحر.
الصواريخ السورية التي تصدّت لهذا العدوان حسب معلوماتي الأولية كانت منظومة البانتسير، بالإضافة إلى منظومة البيتشورا و صواريخ S200. وأود الإشارة إلى أن ما استخدم اليوم من صواريخ سوريّة ليس الأحدث في منظومة الدفاع الجوي السورية، بل هناك منظومات أحدث قد تستخدم في صد هجمات أقوى وأكبر من هذا العدوان.
ما تداعيات العدوان على سير العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش العربي السوري في مواجهة النصرة وبقايا داعش الإرهابيين؟
قبل بداية العدوان وبعده، الحرب على الإرهاب قائمة ومستمرة، إن كان مع عملاء العدوان ومرتزقتهم على الأرض، وإن كان مع مشغليهم الأساسيين كأمريكا وفرنسا وبريطانيا، ودول الرجعية العربية وعلى رأسها السعودية وقطر. هذا العدوان لن يغير من مسار الأحداث بل على العكس، سيستمر الجيش السوري في محاربة الإرهاب حتى تحرير سوريا والقضاء على آخر إرهابي على أراضيها".
ماذا عن الوجود الأمريكي في شمالي وشرقي سوريا بعد هذا العدوان؟
عندما أعلن ترامب منذ فتره نيّته الانسحاب من سوريا فإنه سينسحب، لكن بطريقته. وهذا العدوان هو عبارة عن ستار من الدخان للتغطية على انسحابه القادم، أعتقد أن أوروبا (العجوز) كما وصفها رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، ستتلقى هي هذه الهزيمة وتكون الخسارة باسمها.
ولا ننسى أن الحكومة السورية عرّفت هذا الوجود بأنه احتلال، وقد صدر بيان للمقاومة الشعبية السورية في منطقة الجزيرة، وكانت باكورة عملياتها منذ حوالي الأسبوعين، هذه المقاومة ستتصاعد حتى جلاء هذا الاحتلال عن الجغرافيا السورية.
وعما إذا كان هناك عدوان آخر يقول العميد ملحم: " قد يعيدون العدوان بنفس هذا المستوى أو أكثر قليلاً، لكن الردّ حينها سيكون أكبر وأوسع وأشد ".
الساعة السادسة صباحاً، بعد العدوان بساعتين، السوريون يحتفلون في ساحة الأمويين في قلب دمشق، ومسيرات سيّارة تجوب شوارع المدينة ولسان حالهم يقول:
سوريا تنتصر دائماً.. هاد اللي طلع معك يا ترامب؟!!
تقرير وحوار: ســـراج ســـعيد