هكذا عبر السوريون عن سخطهم وفرحتهم في الوقت عينه، سخطهم من التعدي السافر لدول التحالف الثلاثي على سيادة بلدهم، وفرحتهم بتصدي قوات الدفاع الجوي السوري لصواريخ العدوان وإسقاط النسبة العظمى منها.
سبوتنيك اتصلت ببعض شهود العيان الذين واكبوا اللحظات الأولى من العدوان والذين أفادونا بما شاهدوه وسمعوه في تلك اللحظات.
أبو علي، مواطن سوري يسكن منطقة ركن الدين القريبة من منطقة برزة التي كانت إحدى أهداف العدوان فجر الأمس:
" استيقظنا على أصوات انفجارات قوية، اهتز معها زجاج نوافذ منزلنا وأثاثه، هرعت وأسرتي مباشرة إلى سطح المنزل كي نعرف ما الذي حدث. كنا نعلم أن عدوانا يبيت لبلدنا وأن هذه الأصوات ليست إلا نتيجة لهذا العدوان، تبين لنا بعد دقائق أن مصدر هذه الأصوات والانفجارات التي سمعناها مصدرها مركز البحوث العلمية في منطقة برزة المجاورة. وبما أنني أسكن في منطقة تطل على معظم مدينة دمشق، كانت تبدو لي وبشكل واضح مشاهد صواريخ الدفاع الجوي السورية وهي تتقاطع مع صواريخ العدوان وتسقطها، أستطيع أن أؤكد لك أنني شاهدت ما لا يقل عن 5 صواريخ تصعد من الأرض وتتقاطع مع أهداف في الجو وينتج عنها ضوء شديد وأصوات انفجار تصلنا بعد لحظات ".
الأستاذ غزوان رمضان، يسكن على "أوتوستراد" حاميش بالقرب من مول قاسيون:
" عند الساعة الرابعة فجرا استيقظت وعائلتي على أصوات انفجارات عنيفة وضخمة، لكننا لم نفاجأ أبداً، فالسوريون عموماً على علم بنوايا الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين بالاعتداء على سوريا، اتجهت إلى التلفاز وأول ما شاهدته ترامب وهو يلقي خطابا متلفزا حول بدء العدوان. خرجت بعدها من المنزل إلى الجانب الآخر من الشارع، وكانت الانفجارات لا تزال مستمرة، كان هناك عدد كبير من الناس متجمهرين لا تبدو عليهم أي مظاهر الخوف أو التوتر، هنا عادت بي الذاكرة إلى حرب تشرين العام 1973، حينها كنت طفلاً صغيراً أذكر كيف كنا ننزل إلى الملاجئ وأقبية البنايات أثناء الغارات الإسرائيلية، بينما اليوم نتابع من على شرفات وأسطحة المنازل وحتى في الشوارع والساحات، صواريخ دفاعنا الجوي وهي تسقط صواريخ العدوان وغطرسته".
الإعلامي السوري جعفر مهنا، قام ببث مباشر عبر صفحته على الفيسبوك للحظات العدوان الأولى:
" منذ البداية كنا في حالة تأهب نفسي لهذا العدوان، الذي كثيراً ما تردد الحديث عنه في أوساط المجتمع الدولي وتحديدا الأمريكي والبريطاني والفرنسي. استيقظنا فجراً على أصوات انفجارات مهولة، اندفعنا إثرها إلى الخارج، وكانت أول مشاهدة لي هي صواريخ الدفاع الجوي السوري التي انطلقت من السلسلة القلمونية المحاذية للحدود السورية اللبنانية.
كان هناك غطاء ناري كثيف من المضادات الأرضية السورية ومنظومات الدفاع الجوي المنتشرة في تلك النقاط، وحسب مشاهداتي الشخصية كانت هناك إصابات لعدة أهداف جوية يبدو أنها كانت صواريخ تتجه إما باتجاه العاصمة دمشق وإما باتجاه جبل قاسيون، بالإضافة إلى الصواريخ الاعتراضية السورية المنطلقة من محيط جبل قاسيون التي أصابت أهدافها بدقة كما رأيتها بالعين المجردة وكما صوّرتها أثناء البث المباشر الذي قمت به على وسائل التواصل الاجتماعي".
يتحدث الأستاذ جعفر عن استعادة كتائب الدفاع الجوي السوري لعافيتها بعد أن تعرضت لعدّة هجمات من قطعان الإرهاب التي دمّرت معظم الثكنات العسكرية للدفاع الجوي في الغوطة ودرعا وأيضاً في السلسلة القلمونية. وعما لفته من رد فعل المواطنين السوريين على العدوان يقول الإعلامي مهنّا:
" ما لفت انتباهي بالدرجة الأولى عدم نزول أحد من السوريين إلى الملاجئ، حتى أنه لم يكن هناك نداءات من جهات رسمية وحكومية سورية للاحتماء داخل هذه الأقبية. فالشعب السوري الذي صمد ثماني سنوات من عمر الأزمة السورية، لم يكن باعتقادي ينتظر هذه المحنه ليختبر مدى قوّته وقوة صموده والإصرار على البقاء رغم الأزمة الشرسة.
شرفات المنازل امتلأت بالصغار قبل الكبار، الكل ينظر بعين المراقب الحريص على بلده من أي عدوان خارجي. لقد انتظر المواطنون شروق الشمس ليتوجهوا إلى وسط العاصمة دمشق، أمام مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون منددين بهذا العدوان الغاشم ومحتفلين بتصدي وسائط دفاعهم الجوي لأغلب صواريخ هذا العدوان".