قال رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية، والمحلل الأمني المنار اسليمي، إن مناورة "الأسد الأفريقي" التي يشهدها المغرب تدل على الثقل السياسي الذي تتمتع به المملكة على المستوى الدولي والأفريقي، مضيفا لـ"سبوتنيك" أن أمريكا لا تجري مناورات إلا مع الدول التي لها وزن جيوسياسي.
وكان التمرين المشترك المغربي- الأمريكي "الأسد الأفريقي 2018" قد انطلق بتعليمات من ملك المغرب محمد السادس، الاثنين 17 أبريل/ نيسان الجاري ويستمر حتى 29 من الشهر نفسه.
متابعة تمرين الاسد الافريقي 2017 AFRICAN LION:… متابعة تمرين الاسد الافريقي 2017 AFRICAN LION https://t.co/aVGNYHgbnV pic.twitter.com/AaQcQgapnN
— Defense Arab (@defensearab) April 13, 2017
وكشف اسليمي أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد في سياستها الخارجية، نظرية الارتكاز الاستراتيجي، مفسرا بأن تلك النظرية تقوم على تحديد أمريكا لمناطق القوة السياسية والعسكرية لها على مستوى العالم، وتقوم بإجراء تلك المناورات العسكرية مع الدول التي تعتبرها حليفا استراتيجيا وسياسيا لها، وفي ضوء تلك النظرية تقوم أمريكا بـ19 مناورة عسكرية كبرى في العالم، منها "الأسد الأفريقي"، إلى جانب مناورة في شبه الجزيرة الكورية، وأخرى في الهند، ومناورة مع دول الخليج، ومناورة مع مصر، ومع الأردن، وأخرى مع أستراليا، وفي بحر البلطيق.
ولفت الخبير الأمني إلى أن أمريكا حافظت على إجراء تلك المناورة بانتظام منذ عام 2007، ولم تتوقف عنها سوى عام 2013، وقت الخلاف مع إدارة أوباما، ولكن البنتاغون سرعان ما حسم الأمر لصالح استئناف الولايات المتحدة للتمرين العسكري والإبقاء على علاقتها مع المغرب كشريك استراتيجي.
وأشار اسليمي إلى أن مناورة "الأسد الأفريقي" من التمارين العسكرية المتطورة في العالم، وحرص المؤسسة العسكرية الأمريكية على القيام بها سنويا، ينبع من رغبة السياسة الأمريكية في التواجد القوي في أفريقيا، مضيفا أن الجميع يعرف أن هناك تنافسا في أفريقيا بين روسيا والولايات المتحدة والصين.
وعن فوائد المناورة، قال الخبير المغربي إنه على المستوى الإقليمي هناك العديد من المخاطر في منطقة الساحل والصحراء، والتعاون العسكري المغربي الأمريكي، بمشاركة الدول الفاعلة أفريقيا وأوروبيا، يتضمن كثير من الرسائل التي ترسلها الولايات المتحدة من وراء هذه المناورة، أبرزها وفقا لاسليمي هي احتواء كل الصراعات الإقليمية، وخاصة في منطقة الساحل والصحراء، بما يساعد المغرب في ملف الصحراء، ويدفع بقبول مقترحها بالحكم الذاتي على إقليم الصحراء الغربية.
ويشارك في المناورة وحدات ومراقبون عسكريون من 15 دولة يمثلون أفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، حددها البيان في ألمانيا، وكندا وإسبانيا، وفرنسا، وبريطانيا، واليونان، وإيطاليا، وبوركينافاسو وتشاد، ومصر، ومالي، وموريتانيا والسنغال وتونس، بالإضافة إلى الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المغربية.
وذكر رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية أنه منذ أيام وتحديدا يوم 11 أبريل/ نيسان الجاري، قدم معهد واشنطن لصانع القرار الأمريكي ورقة تنبيه سياسي "دراسة" عن المنطقة العازلة بين المغرب وإقليم الصحراء الغربية، وطالبوا خلالها المسؤولين الأمريكيين بمساعدة المغرب إلى دعم مقترح الحكم الذاتي، ووصف التقرير المغرب بالحليف المستقر.