ولفت الكاتب إلى أنه وعلى هذا النحو، تتحول نهايات الحرب على سوريا — كما نشهد وقائعها وارتداداتها كل يوم — إلى مرجل هائل لتطور نمط مختلف من العلاقات والتفاعلات الديموغرافية والمجتمعية وولادة نظام عالمي جديد. على حد وصف الكاتب.
وأضاف: تتلاقى وتتقاطع التحالفات — إقليميا وقاريا، تتفكك وتتضارب، ولكن الحرب على سوريا، وما انطوت — وتنطوي — عليه من نتائج وتداعيات، سياسية وأمنية وإنسانية خاصةً، تبقى الجذر الذي سيغذي التحولات العملاقة التي تنتظر عالمنا للحقبة المقبلة، وهو الذي سيمد هذه التحولات بالطاقة الضرورية للاستمرار والنمو.
ومضى هاشم قائلا: وعلى هذا النحو أيضا، يمكن متابعة وقائع الاندفاع والتفاؤل ومن ثم المراوحة في الجمود، وحقائق التقدم السريع قبل العودة المرتجلة والتراجع العشوائي… ينطبق ذلك على التطورات اليومية للأوضاع في سوريا، وعلى العلاقات بين القوى الكبرى ذاتها، وداخل حلف الناتو، وبين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وبين ضفتي الأطلسي، كما ينطبق أيضا على الاتفاق النووي الإيراني وملف التجارة العالمية والتحالفات والعداوات المتقلبة في الشرق الأوسط، بما في ذلك العلاقات العربية — العربية، والصراع العربي الإسرائيلي.
مبينا أن الجميع يتحدث عن الوضع في سوريا مدركين أن الانتصار السوري الكامل بات حقيقة واقعة هي أقرب إلى المحطة النهائية، وأن ما تبقى لا يعدو كونه مسافة طريق. كل ما بوسعهم القيام به هو مفاوضة ترامب على عدم الانسحاب السريع من سوريا فيما هو لا يستعجل إلا البيع والشراء في الخردة التي يسمونها الجيش الأمريكي "الجميل والجديد والذكي"، وهم معنيون بعدم الانسحاب من سوريا لأنهم يستشعرون أنه هاهنا مفترق الطرق الذي ستتقرر من بعده مصائر "ممالك ومشايخ النفط"، ومعها سياسات التبعية والاستتباع، وشراء الولاءات الداخلية والحمايات الخارجية واستدعاء التدخل الأجنبي في شؤون المنطقة، عدا عن اللعب على بذر الفوضى وإذكاء مشاعر الكراهية والتحريض على التطرف واستخدام العنف. على حد وصف الكاتب السوري.
وخلص هاشم إلى أنه "الهدوء الذي سيبقى هدوءا إلى أن يرتكب أحدهم — أو يرتكبون معا — تلك الخطيئة التي تزين لهم أن إرسال موجة جديدة من المرتزقة إلى سوريا يمكن لها — مثلا — أن تقلب الموازين، أو أن تجدد الأمل بإعادة التفاوض حيال مستقبل الإرهاب والإرهابيين- كل الإرهابيين ولو كانوا شرق الفرات كما يرددون — أو حتى إعادة تزخيم جنيف وفق قراءاتهم بحيث يحصّلون بالسياسة ما عجزوا عن تحصيله بالحرب.
وختم قائلا: ولكنه الهدوء الذي سينفجر، هذه المرة، في وجه من لم يرفض استيعاب الدروس السورية.