يأتي هذا التصريح الاستفزازي في وقت تعيش فيه المنطقة ظروفا دقيقة جدا تلفها التعقيدات وضياع بوصلة الموقف العربي بشكل عام، تخنقه تحالفات إقليمية ودولية مضادة لبعضها البعض، وفي وقت تحتدم فيه المواجهات الفلسطينية الإسرائيلية خلال مسيرات العودة التي تستمر حتى اللحظة.
لماذا يصر الرئيس ترامب على تنفيذ وعده بشأن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس على الرغم من الاحتجاجات الإقليمية والدولية على هذا الإجراء غير المكتمل قانونياً والمرفوض رسميا وشعبيا؟
غياب الموقف العربي عن أي رد تجاه الخطوات الأمريكية، هل هو دليل رضى أو يعبر عن اتفاق ما ضمني للدول العربية مع الولايات المتحدة نحو الاستمرار في تطبيق صفقة القرن؟
في حال نفذ ترامب وعده ما الذي ينتظر الأراضي الفلسطينية في شهر مايو/ آيار المقبل، وماهي أشكال المواجهة التي قد تتطور في ظل الغضب الشعبي الفلسطيني المتصاعد والرافض لهذا القرار جملة وتفصيلا؟
الوضع الداخلي الفلسطيني حتى اللحظة لم يستطع تنظيم حراكه الشعبي ولا توجد أي عملية تفعيل لأي اتفاق داخلي فلسطيني فلسطيني بين الفصائل الفلسطينية بالدرجة الأولى، إلى أي حد يمكن هذا الوضع ترامب من تنفيذ قراره دون أي مقدرة محلية وإقليمية ودولية حقيقية على ردعه؟
ضيف حلقة اليوم مدير مركز الدراسات والتوثيق الاستراتيجي ناصر حماد من غزة يقول بهذا الصدد:
"نحن تعودنا مع الإدارات الأمريكية السابقة القفز على القانون الدولي والمواثيق الدولية ومخالفتها، لأنها تعتبر نفسها القوة الأولى على مستوى العالم، أما فيما يخص القدس والاحتجاجات المحلية والإقليمية والدولية، قضية فلسطين هي قضية حساسة سواء أكان للمسلمين أو المسيحيين، وفلسطين هي آخر دولة في العالم محتلة من قبل الاحتلال الصهيوني.
خلال عملية رفض ترامب لكافة الاحتجاجات واللقاءات وإصراره على أساس أن القدس عاصمة لإسرائيل فهو قفز على القانون الدولي والمواثيق الدولية، وتعمل الولايات المتحدة بمعيارين الأول معيار تابع لحماية إسرائيل ومعيار آخر هو القفز على القانون الدولي كما جرى في دوما في سوريا حول موضوع الكيماوي والعدوان الثلاثي على سوريا، وإسرائيل تتعامل مع الملفات بما يتناسب مع مصالحها ومخططاتها وليس بما يتتوافق مع القانون والمواثيق الدولية لفرض وقائع سياسية على الأرض تناسبها وبما يخدم تنفيذ صفقة القرن، والإصرار على الوضع الحالي ما هو إلا عبارة عن مقدمة لموضوعين هم موضوع صفقة القرن وموضوع اللاجئين وبالتاكيد موضوع القدس".
وأردف حماد:
وأضاف حمّاد:
"في الخامس عشر من آيار القادم ستكون مسيرة كبرى، هناك مسيرة العودة الكبرى مازالت مستمرة في الحدود الشرقية في قطاع غزة وقد استشهد حتى اللحظة 41 شهيداً و5350 جريحاً، وهذا العد الكبير خلال هذه الجمع، هذا تعبير عن رفض السياسة الأمريكية والإسرائيلة بشكل كامل، كما تم استهداف الصحفي حيث استشهد صحفيان هما الصحفي ياسر مرتجى والصحفي أحمد أبو حسين وإصابة 77 صحفيا في قطاع غزة من قبل القناصة الإسرائيلين عدا عن استخدام الغازات السامة والمتفجرة والمشلة للإعصاب والمخالفة لجميع القوانين والأعراف الدولية.
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم