وأشار الكاتب في مقاله بجريدة "الثبات" اللبنانية إلى أن هذا الغضب العارم بالتزامن أيضا مع المضي بقرار نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس في شهر أيار/ مايو الجاري، وأيضا مع الذكرى السبعين لقيام دولة إسرائيل في 14 مايو من عام 1948.
واعتبر الكاتب قاسم أن توقيت قرار النقل هذا جاء في الفترة التي يجري فيها الرئيس ترامب، وبالتعاون مع بعض الدول العربية، وعلى رأسها السعودية، التحضيرات لعقد صفقة القرن مع بداية هذا العام، والتي تتضمن الاعتراف بيهودية الدولة مقابل إدارة حكم ذاتي للشعب الفلسطيني على ما بقي من أرض فلسطين التاريخية.
ولفت قاسم إلى أنه كان لهذا القرار الأثر الكبير في استنهاض الشعب الفلسطيني، وفي تحفيز الفصائل الفلسطينية على التنسيق والعمل المشترك فيما بينها ومع المجتمعات المدنية والقطاعات الشعبية والشبابية وهيئات اللاجئين والمخاتير والوجهاء لمواجهة خطر تهويد القدس بشرقها وغربها، وقامت بتأليف "الهيئة الوطنية لمسيرة العودة"، التي أخذت على عاتقها تحريك المسيرات الشعبية والسلمية في الضفة والقطاع انطلاقا من الذكرى الثانية والأربعين ليوم الأرض، ودحرجتها لتصل إلى المسيرة المليونية في 15 أيار/ مايو، بمناسبة ذكرى النكبة.
وأضاف الكاتب اللبناني: لم يتحمل الجيش الإسرائيلي مشهد الشعب الفلسطيني بمسيراته الحاشدة التي لم ترفع إلا علم فلسطين وغرزته على الأسلاك الشائكة عند حدود غزة، ما دفع الإسرائيلي، وجريا على عادته، إلى ممارسة الإجرام بأبشع صوره، واستخدام الرصاص الحي ما رفع من عدد الضحايا والجرحى. على حد وصف الكاتب اللبناني.
ونوه هاني قاسم في مقاله إلى أنه مع عودة القضية الفلسطينية إلى سلم الأولويات في الصراع، فإن تحركات الشعب الفلسطيني "مسيرات العودة" ما بين 30 آذار/ مارس الماضي و15 أيار/ مايو الجاري ستثمر انتفاضة جديدة تأتي في سياق العمل المقاوم المتراكم للشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة للاحتلال وستُحدث أثرا مدويا في فلسطين والمعمورة، وستؤسس لمرحلة جديدة بالتعاون مع خط الممانعة وعلى رأسه إيران التي ساهمت بشكل رئيس في دعم المقاومة في لبنان وسوريا وفصائل المقاومة في فلسطين. على حد قول الكاتب.
وختم بالقول: سنكون مع مرحلة جديدة من الصراع ضد إسرائيل تشارك فيه العديد من الحركات المقاومة من دول الممانعة وسيكون النصر فيها لقضية فلسطين والنهاية لإسرائيل.