وقبل بداية العرض العسكري المميز الذي احتضنته "الساحة الحمراء" في العاصمة الروسية موسكو، رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بقدامي المحاربين الذين شاركوا في الحرب الوطنية العظمى.
وشهد العرض العسكري بمناسبة "عيد النصر" في موسكو — والذي حضرته "سبوتنيك" — تمثيلا واسعا لعدد كبير من الشخصيات السياسية الرسمية والهامة تقدمهم الرئيس بوتين وعدد من المحاربين القدامى الذين كان لهم بصمتهم في انتصار الجيش السوفيتي ودحر النازية.
أحد المحاربين القدامى المتواجد في العرض العسكري تحدث لـ"سبوتنيك" عن تجربته التي خاضها في الحرب العالمية الثانية وكيف تم تحريره من الأسر على يد النازيين.
واستذكر المحارب إيفانوف فيتشسلاف أفريانفتش، أيام الحرب وفي عينيه تغص الدمعة.
وقال أفريانفتش لـ"سبوتنيك": كنت بعمر 11 عاما في تلك الفترة، وقام الألمان حينها بإحراق قريتي وإعدام الكثيرين أمام عيني.
واستذكر أفريانفتش تلك اللحظة عندما أوقف على حائط الإعدام، حيث كان الألمان النازيين يعدمون المدنيين الروس رميا بالرصاص، إلى أن أتى ضابط ألماني ليوقف عملية الإعدام ويطلب ترحيل كل من يستطيع العمل إلى المعتقلات بحجة أنهم بحاجة إلى أيدي عاملة.
ولفت أفريانفتش إلى أنه "تم أخذ 15 شخصا وأنا من بينهم وتوجهوا بنا إلى القطار حيث وضعونا في قاطرات لنقل البضائع ليتم ترحيلنا بعد ذلك إلى المعتقل، والذي كان عبارة عن مصنع قديم وعملنا هناك وعشنا لسنتين، في حالة مزرية من الجوع والمرض".
وأضاف أفريانفتش: في أيار/ مايو عام 1944 تم ترحيلي مع عدد من الشبان الصغار الذين لم تتجاوز أعمارهم الخامسة عشر إلى ألمانيا بالقطارات، إلى أن توقفنا عند إحدى المحطات وتمكنت من الهرب واللجوء إلى غابة قريبة من هناك.
ومضى قائلا: انتظرت إلى أن قام الجيش الأحمر بتحريرنا من النازية في تموز/ يوليو عام 1944، حيث رجعت إلى المعتقل لأجد أمي وأخي هناك… وأذكر أننا عندما جئنا للمعتقل أول مرة كان عددنا حوالي 5 آلاف شخص وعندما حررنا الجيش الأحمر كنا بحدود 500 شخص فقط".
وختم المحارب القديم أفريانفتش حديثه لـ"سبوتنيك" قائلا: عدت بعد ذلك إلى مقاعد الدراسة والتحقت بالأكاديمية الحربية وفي قوات السكك الحديدية حيث خدمت في الجيش لمدة 36 سنة.
كما التقت "سبوتنيك" بالمحارب القديم، يوسف إيفنوفيتش كوردينسكي، وشارك في الحرب العالمية الثانية في قوات السكك الحديدية.
وعن العرض العسكري والاحتفال بعيد النصر قال كوردينسكي لـ"سبوتنيك": إن هذا العرض العسكري السنوي هو بمثابة رسالة إلى العالم أجمع نقول من خلالها إننا لم ولن نركع لأحد ولدينا ما نفتخر به وندافع به عن أنفسنا".