ذكر الكاتب نظام مارديني في مقاله الذي نشرته جريدة "البناء" اللبنانية أنه "لم تمض 24 ساعة على الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، حتى اندلعت حرب الصواريخ بين الجيش السوري من جهة، وقوات "الاحتلال الصهيوني في الجولان المحتل"، فهل يمكن اعتبار ما جرى فجر أمس، بروفة اختبار أم جسّ نبض لمعركة واسعة مقبلة، بعد تبادل الهجمات الصاروخية؟".
وأردف الكاتب "صحيح أن المواجهة الصاروخية استمرّت قرابة الست ساعات متواصلة، إلا أن دمشق سجّلت ضربة ما قبل القاضية في عمق الشباك الصهيونية داخل الجولان السوري المحتل. ورغم أن الاشتباك بقي ضمن هذه المسارات غير الواسعة، إلا أن أحداً لا يستطيع التكهن في بقاء حرب الصواريخ هذه ضمن تلك الحدود".
واعتبر الكاتب "أن أجمل المشاهدات التي يمكن استخلاصها من هذه المواجهة الصاروخية، أن السوريين تسمّروا على الأسطح وشرفات منازلهم يتابعون كيف يضيء جيشهم سماء وطنهم، وكيف كانت الصواريخ السورية تصطاد صواريخ العدو، وترسم في أعالي السماء ألوان قوس قُزح. في مقابل ذلك، شكلت الملاجئ الوجهة الوحيدة للمستوطنين اليهود في الجولان المحتل كما في مناطق فلسطينية حدودية محتلة".
وأضاف مارديني "إن كل مَن تابع معارك الجيش السوري في الميادين كافة، حيث نبت فيها الفطر السام الإرهابي، لا بدّ أن يتأكد من أنه يخوض حرباً عالمية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى حفاظاً على أمن سوريا ووحدتها، شعباً وأرضاَ، من القنيطرة وبانياس وحمص وحلب والسويداء والقامشلي واللاذقية ودير الزور… وصولاً إلى درعا وإدلب حيث تنتظر المدينتان، المعركة الكبرى".
مضيفا "لذلك كان لا بدّ من ضربه، تحت حجج واهية تبدأ بالديمقراطية التي يقول عنها قسطنطين زيفكوف، أستاذ العلوم السياسية في أكاديمية الدراسات الاستراتيجية في موسكو: "حتماً يستحق الشعب السوري الديمقراطية، لكنها، بالتأكيد، ليست ديمقراطية القرون الوسطى".
وختم الكاتب ببيت شعر للراحل محمود درويش: "قف على ناصية الحلم وقاتل فلك الأجراس ما زالت تدقّ ولك السّاعة ما زالت تدقّ".