فيما تستكمل المفوضية العليا للانتخابات العراقية اليوم إعلان نتائج الانتخابات في المحافظات الثماني المتبقية فإن نتائج 10 محافظات كشفت عنها في وقت متأخر الليلة الماضية أظهرت فوز تحالفي الصدر والحشد الشعبي بقيادة العامري في معظمها على حساب العبادي، فيما سجلت تراجعا لعلاوي والمالكي والحكيم والنجيفي.
وطالب ائتلاف الوطنية بقيادة رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي بإعادة الانتخابات التي جرت السبت، وتشكيل حكومة تصريف أعمال لحين توافر الظروف الملائمة لإعادة إجراء الانتخابات العراقية.
عن هذا الموضوع يقول المحلل السياسي والباحث الأمني علي فضل الله:
أعتقد أن الموضوع لم يكن فيه مفاجأة، فبسبب انشطار القوائم الكبيرة، إضافة إلى وجود الفساد المالي والإداري، شهدنا هذه التغيرات الرقمية في الكتل السياسية، خصوصا تلك التي تتسيد المشهد السياسي العراقي. هناك تقارب في نتائج الكتل السياسية التي تتنافس على حيازة السلطة، وحظوظ الكل موجود، وهو موضوع سوف يعود بنا إلى الحكومة التوافقية، وبالتالي سوف لن تكون هناك أغلبية سياسية، كما يستبعد أن تكون هناك ردة فعل سلبية من بعض الأحزاب، ذلك أنه من يشكك بنتائج الانتخابات عليه أن يقدم أدلة ودفوع قانونية يمكن أن يؤخذ بها."
وأضاف فضل الله، " قضية إلغاء الانتخابات موضوع مستبعد قانونا، كونه يعد مصادرة للإرادة الشعبية، فالأمور لا تسير على هوى حزب أو كيان سياسي، فهناك أغلبية وهذه الأغلبية قد قررت."
وتابع فضل الله، " الحكومة الحالية محكومة بمدد دستورية ويجب احترامها، وبالتالي سوف يتولد حالة من الضغط على جميع الكتل السياسية من أجل تشكيل الحكومة الجديدة، وسوف يكون هناك تنافس قوي داخل البرلمان، لكن الخبرة التراكمية لدى الكتل السياسية سوف تمكنهم من تشكيل الحكومة ضمن المدة المحددة."
وحول التدخلات الخارجية سواء الإقليمية أو الدولية في عملية تشكيل الحكومة المقبلة وفق الاستحقاقات الانتخابية ومصالح تلك الدول، خصوصاً في ظل التوتر الكبير بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، يقول الدكتور علي التميمي:
" هناك صراع بين الولايات المتحدة وإيران لمحاولة بسط النفوذ في المنطقة، خصوصاً بعد انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي مع إيران، لهذا السبب فإن الولايات المتحدة سوف تحاول البحث عن رجالاتها في الانتخابات وسيكون لها حضور وتأثير على المشهد السياسي القادم عند تشكيل الحكومة الجديدة، أما إيران فلم تكن النتائج جيدة لها، بل كانت مخيبة للآمال، خصوصاً بعد تراجع حزب "الدعوة" و"الفتح" في الانتخابات، لهذا السبب فإن الولايات المتحدة هي التي سوف تكون مؤثرة بشكل كبير على تشكيل الحكومة وهذا سوف لن يجعل إيران تسكت، حيث أن الأخيرة ستقاتل من أجل أن يكون لها التأثير الأقوى."
وأضاف التميمي: "إن الانتخابات البرلمانية العراقية جاءت مشابهة لمثيلتها اللبنانية من حيث النسبة، حيث في لبنان كانت حولي 49٪ وفي العراق ربما تصل إلى 48٪ لكن في العراق كانت هناك مقاطعة للانتخابات مبنية على تذمر وعدم رضا على الخدمات، وهو نوع من العقوبة للحكومة على ذلك، لكن فوز سائرون سوف يغير المعادلة، كونه يضم تحالفات مختلفة، ولهذا السبب فإن سائرون هم من سوف يشكلون الحكومة القادمة، كما أن هذا التحالف سوف يتجه بالعراق نحو الدول العربية، لاسيما وأن السيد الصدر مهد كثيرا لذلك، حيث كانت له زيارات إلى دول عربية مختلفة، إضافة إلى أن جميع المرشحين في هذا الائتلاف من الشباب وجدد، وهو موضوع أعتقد أيضا فيه ارتباط بعملية التقارب مع الجانب العربي."
أما فضل الله فيقول حول التدخل الدولي في تشكيل الحكومة المقبلة: "من المؤسف أن نتكلم بأن مصير العراق يتحدد من الخارج، ولكن علينا أن نتكلم بالواقعية التي تقول، نعم، هناك تدخل خارجي الذي دائما ما يكون في المرحلة الثانية من الانتخابات وهي المرحلة المهمة والحاسمة، مرحلة تشكيل الكيانات والائتلافات من أجل تشكيل الكتلة الأكبر لاختبار رئيس الحكومة، وقد تكون تجاذب المصالح قد تولد حالة الاتفاق بين الفرقاء الخارجيين، الذين لهم اليد الطولى داخل السياسة العراقية."
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون