الصدر سبق وتحدث عن استهداف القوات الأمريكية على الأراضي العراقية التي أعيد نشرها لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، وهو الأمر الذي أثار تخوفات الجانب الأمريكي بعد فوزه واحتمالية ترأس كتلته للحكومة.
أما الأمر الثاني، فيتعلق بعلاقات واشنطن مع كافة التيارات السياسية في العراق بما فيها حركة مقتدى الصدر، إلا أن التعبير عن آراء التكتلات بشأن التواجد الأمريكي على الأراضي العراقي هو حق مكفول للجميع.
وتابع أن المستشارين الموجودين على الأراضي العراقية جاءوا بموافقة الحكومة الاتحادية والبرلمان العراقية وساهموا في التخلص من تنظيم داعش، وقد يرى البعض أن الأمريكيين غير مرتاحين لوصول مقتدى الصدر، وكذلك الإيرانيين أيضا، وأن الجانبين قد يعملا معا لإبعاد الصدر عن مركز القرار الرئيسي من خلال التحالفات.
واستطرد أن التصريحات السابقة للصدر بشأن ضرورة إجلاء القوات الأمريكية قد يمكن اعتبارها للاستهلاك المحلي أو أنها جاءت في فضاء الدعاية الانتخابية، خاصة أن الوجود الأجنبي على الأراضي العراقية لا يقتصر على القوات العراقية فحسب، وأن هناك وجود لمستشارين إيرانيين وقوات تركية لديها قواعد على الأرض.
من جانبه، قال الدكتور محمد أبو كلل مسؤول الشؤون العربية في "تيار الحكمة الوطني"، إن نتيجة الانتخابات الأخيرة عكست تباين كبير عن الحالة السياسية التي كانت موجودة من 2003حتى 2014. وأضاف أنه في السياسة لا يوجد شيء اسمه خلافات دائمة أو عداءات دائمة، وأن السياسة هي فن الممكن، خاصة أن العلاقات مع الجانب الأمريكي هي علاقات استراتيجية.
وتابع أن القوائم الفائزة في الانتخابات لابد أن تشارك في تشكيل الحكومة، خاصة أن الحكومة يتم تشكيها من خلال النصف +1 من عدد أعضاء البرلمان العراقي البالغ عدد مقاعده، 329، وأن قائمة "سائرون" لا يمكنها تشكيل الحكومة وحدها وأنها ستضع مصلحة العراق فوق كل الحسابات الأخرى، وأن الحكومة المقبلة ستكون حكومة توافقية ومتجانسة، تراعي التوازن الخارجي في العلاقات الدولية.
وأوضح أن هناك لقاءات ومناقشات بشأن التحالف بين قائمة تيار الحكمة والصدر وكذلك قائمة الدكتور حيد العبادي وأن الجميع سيراعي مصلحة العراق خلال الفترة المقبلة.
وبشأن الوجود الأجنبي على الأراضي العراقية، أوضح أن الحكومة المقبلة عليها العمل على ذلك، خاصة بعد انتهاء الحرب على الإرهاب، وأن العراق لا يريد أي قوات أجنبية على أراضيه ويراعي في ذلك العلاقات الاستراتيجية مع تلك الدول، وأن وجود القوات التركية على الأراضي العراقية ليس من أجل البقاء، مؤكداً رفض العراق لهذا التواجد.
وقال إن "القوات التركية ستنسحب بعد التأكيد من استقرار الأوضاع الأمنية التي تدخلت على إثرها، مشدداً على ضرورة نزع السلاح وأن يكون بيد الدولة العراقية فقط، مما يساهم في إعلاء دولة القانون واحترام حق المواطن".
وكانت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق أعلنت، فجر يوم السبت 19 مايو/ أيار، النتائج النهائية للانتخابات العامة البرلمانية، والتي أظهرت احتلال قائمة سائرون المركز الأول بقيادة رجل الدين العراقي البارز مقتدى الصدر حيث حصلت على 54 مقعدا، وجاء في المركز الثاني قائمة الفتح بقيادة هادي العامري، فيما جاءت قائمة النصر بزعامة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في المركز الثالث.