المقداد: حكومة الجمهورية العربية السورية دعت قوات حليفة وصديقة لمساعدتها في الحرب على الإرهاب ومن بين هذه القوات قوات روسية وإيرانية وخبراء إيرانيين وإخوة في "حزب الله" وكل هذه الأطراف هي معنية بالحرب على الإرهاب ولا تنتهك سيادة وحرمة أراضي الجمهورية العربية السورية وتعمل بتنسيق تام مع الدولة السورية في الحرب على الإرهاب… أنا لا أعتقد أن الأصدقاء الروس إطلاقا يقصدون القوى أو الجيوش التي دخلت سوريا بشكل مشروع وبموافقة حكومة الجمهورية العربية السورية…هذا اختصاص حصري للجمهورية العربية السورية وهذا الموقف المعلن من روسيا والذي نسمعه ليل نهار…هي مطالبة الاتحاد الروسي الصديق بخروج القوات التي لم تحظ بدعوة وبطلب من حكومة الجمهورية العربية السورية بما في ذلك القوات الأمريكية والفرنسية والتركية وأي مجموعات دخلت إلى سوريا دون إذن أو طلب من سوريا علما أن الطرف الثاني وهي القوات التي دخلت الى سوريا بدون علم الحكومة السورية تمثل قوات احتلال من جهة وهي قوات تقوم بشكل مباشر بدعم الإرهاب في سوريا.
سبوتنيك: هل تعتقدون أن انسحاب إيران و"حزب الله" من سوريا في حال تم ذلك سيسحب الذريعة من إسرائيل لاستهداف الأراضي السورية من جديد؟
المقداد: مرة أخرى هذا الموضوع غير مطروح للنقاش لأنه يأتي في سياق سيادة الجمهورية العربية السورية على من يكون على أرضها ومن لا يكون… لذلك هذا الموضوع غير مطروح ولا يمكن أن نسمح لأحد بطرحه…على من يقوم بتوجيه هذه الطلبات — وهم حتما ليسوا الاصدقاء الروس- عليهم ان يدرسوا تدخلهم في كل انحاء العالم بما في ذلك دعمهم للإرهاب في الجمهورية العربية السورية وفي العراق وأماكن أخرى من المنطقة…نحن نعبر عن تقديرنا الكبير للدعم الذي تقدمه القوات الروسية الصديقة والخبراء والمستشارون الإيرانيون و"حزب الله" لسوريا في حربها على الإرهاب.
المقداد: هنالك جوانب ايجابية نحن أشرنا إليها وهي إعادة تأكيد المشاركين في أستانا على ضرورة احترام وحدة أرض وشعب سوريا… وعندما يعبر هؤلاء بالإجماع عن ذلك فهذا يعني أن أي وجود غير شرعي لقوات تحتل الاراضي السورية يجب أن ينتهي… هذا جانب هام…
أما الجوانب الأخرى..في إطار أستانا تحققت إنجازات كبيرة بما فيها مناطق خفض التوتر ومتابعة الأوضاع الأمنية والعسكرية على الأراضي السورية في إطار تنسيق عمل كل هذه الدول في الحرب على الإرهاب وإصرار هذا الدول على إنه لا يمكن أن تكون المجموعات الإرهابية على الأرض السورية مجموعات تتمتع بأي شرعية وأن الدول الموقعة على أستانا ستحارب هذه المجموعات… نحن لا ثقة لنا بتركيا… نحن نتحدث عن روسيا وايران في هذا المجال..لان تركيا اصبحت دولة تحتل جزء من الاراضي السورية وعليها ان ترحل فورا إذا كانت صادقة في تعاملها في إطار أستانا.
سبوتنيك: هل تم بحث فتح طريق حلب دمشق أمام عبور السيارات والسكك الحديدية؟
المقداد: نحن واثقون أن هذه الطرقات سيتم فتحها أن آجلا أم عاجلا…النقاشات الرئيسية التي جرت خلال الاجتماع تم عكسها في هذا البيان… مما لاشك فيه يجب مناقشة فتح كل الطرقات في سوريا أمام الحركة الطبيعية من خلال سيطرة حكومة الجمهورية العربية السورية على أرضها وهذا شيء طبيعي ولكن نوقشت قضايا أخرى نعتقد أنها شكلت أرضية لعمل مستقبلي سيتم في الأسابيع والأشهر القادمة.
المقداد: بصفتي رئيس للجنة الوطنية المعنية بتنفيذ سوريا لالتزاماتها بفعل انضمامها إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية…نحن تعاونا بشكل مطلق منذ انضمام سوريا الى هذه المنظمة عام 2013 وحتى هذه اللحظة مع كل ما طلبته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ولم نعترض ولا على حركة واحدة من المنظمة على الأراضي السورية… نحن لم نقل أن سوريا لم تكن مرتاحة لبعثة تقصي الحقائق التي أوفدتها المنظمة الى دمشق، فنحن من طلب إيفاد هذه البعثة… كانت هناك أجواء أثارت اللغط بفعل التدخلات الغربية البريطانية والفرنسية والأمريكية… الحادث الأخير وقع في دوما التي لم تكن آنذاك بعد تحت السيطرة الكاملة للحكومة السورية فكان من المطلوب كما شرح لنا زملاؤنا في بعثة تقصي الحقائق أن يضمنوا وصولا آمنا إلى مكان التفتيش…في تلك اللحظات لم تكن للقوات السورية تواجد هناك كما قلت لأنها مشغولة بمهام أخرى… فعندما ذهب فريق أمني من قبل الأمم المتحدة إلى هناك واجه بعض المشاكل والتي أدت إلى تأجيل وصول بعثة تقصي الحقائق…هنا قامت الحكومات الغربية المتربصة بسوريا والتي تريد استخدام أي شيء صح أم خطأ ضد الحكومة السورية واتهام سوريا بتأخير وصول هذا الفريق… والحقيقة أن بعثة المسؤولين الأمنيين التابعين للأمم المتحدة هم الذين نصحوا الفريق بعدم الذهاب في اليومين اللذين انقضيا وبعد ذلك ذهبت البعثة ومارست عملها بكل حرية وكان الأصدقاء من الشرطة العسكرية الروسية يقومون بتأمين الأوضاع الأمنية لعمل هذا الفريق داخل مدينة دوما…
هذا يكشف مرة أخرى ان الدول الغربية لا أخلاق لها وهي تتحدث عن أشياء تعرف أنها كاذبة وتعرف أن الأمم المتحدة لم توافق عليها… فالموضوع كان بيد الأمم المتحدة وبيد بعثة تقصي الحقائق ولا علاقة بالانتقادات التي وجهتها الدول الغربية لا لسورية ولا للمنظمة الدولية لأنها كانت تكذب ببساطة.
المقداد: أنا سأتحدث في البعدين الرسمي والشخصي في كل لقاء لي مع فرق تقصي الحقائق التي انشأه المدير العام في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أو مع آلية التحقيق المشتركة التي انشأها مجلس الأمن…كنت أقول لهم هل كتبتم التقرير قبل أن تأتوا إلى سوريا… طبعا يمكن أن تتصوروا إجاباتهم… في الحقيقة أنا أقول أن تجاربنا خلال المرحلة الماضية لم تترك لنا مجالا لتأكيد مصداقية هذه الفرق… هذه الفرق تجد شيء هنا وتقوم بعمل تقارير مختلفة عن ما تراه لأنها تخضع في كثير من الأحيان للضغوط الغربية والأمريكية والفرنسية والبريطانية ومن المعروف أن هذا التحقيق الأخير بالذات تم بعد شن عدوان ثلاثي من قبل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على سوريا بذريعة استخدام الأسلحة الكيميائية…أي أن هذه الدول القادرة على الضغط على هذه الفرق المسكينة قد اتخذت قرارها وأدانت سوريا واستخدمت القوة لإثبات وجهة نظرها… إذا ماهي قيمة هذا التحقيق… هل ستترك هذه الدول لفرق التحقيق أن تقول لها بعينها أنها كاذبة أنا لا أعتقد ذلك خاصة وأننا نعرف ضعف المنظمات الدولية في مواجهة الدول الغربية التي تستخدم المنظمات الدولية منصات لتنفيذ سياساتها لذلك إذا سألتني شخصيا أنا أقول أن الثقة تبددت بهذه المنظمات…لكن هذه فرصة جديدة لإثبات مصداقية المنظمات… نحن لم نترك شيء طلب التحقيق فيه ولم نوافق عليه…لكن تجاربنا السابقة عندما رفضت بعثة تقصي الحقائق والية التحقيق المشتركة أن تذهبا الى مطار الشعيرات وخان شيخون للتحقيق في ما جرى ورفض الاليتين للذهاب والتحقيق بشكل طبيعي بناء على ضغوط غربية زعزع ثقتنا وثقة الكثير من دول العالم بهما من جهة ومن جهة أخرى اعتماد هذه الآليات على تحقيقات تتم خارج سوريا وتقديم شهود لها من قبل المنظمات الإرهابية والمنظمات التابعة للدول الغربية بما في ذلك القبعات البيضاء يجعل من الصعب أن أقول أنه لدينا ثقة بمصداقية هذه التحقيقات.
سبوتنيك: هذه المرة مختلفة صدر تقرير أولي بالنسبة لخان شيخون وقالوا فيه انه يعتقد انه تم استخدام الكلور… اليوم الموضوع مختلف… سوريا وروسيا قدمتا شهود عيان من أهالي دوما نفوا بشكل قطعي قصفهم بالغازات السامة؟
المقداد: هذا يعتمد على مصداقية هذه اللجان وعلى التحقيقات السرية التي تقوم بإجرائها بناء على ضغوط غربية وشهود مزورين وفي أماكن أخرى خارج اطار سيطرة الدولة السورية وخاصة في تركيا… يجب ان لا يشعر الآخرون باننا مغفلون وبأننا لا نعلم ما يجري من وراء المنابر… لكن نحن قدمنا بمساعدة الأصدقاء الروس 18 شاهدا كانوا موجودون في المكان الذي ادعي انه شهد الحادث وثبت أنه لم يكن إلا تمثيلية واستخدمت القبعات البيضاء وإرهابيون آخرون هذه الدعاية من اجل التصوير وتشويه صورة سوريا من أجل إقناع الآخرين بشكل مسرحي ومبرمج ان ما حدث كان صحيحا لكن هؤلاء الشهود اثبتوا مرة أخرى أنهم كانوا صادقون وان الادعاءات التي تطلقها الجهات الاخرى هي ادعاءات كاذبة… لكن على كل نحن نعتقد ان على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن تحافظ على مصداقيتها وعلى دورها كضامن حقيقي لمنع انتشار اسلحة الدمار الشامل وخاصة الأسلحة الكيميائية.
نحن والأصدقاء الروس قدمنا كل ما لدينا وكل ما يثبت انه لم يكن هناك استخدام للغازات السامة وأن ما تم هو مسرحية وإن على هذه الفرق أن تثبت إن ما حدث هو العكس ولكن لا يوجد لديها ما يثبت ذلك على الإطلاق.
المقداد: هم اطفال ورجال واطباء.. وهم غير مسيسين وهم تحدثوا عما رأوا وتحدث الاطباء حقيقة بشكل واضح أنهم لم يشعروا باستخدام المواد السامة.
وإن الحالات التي تم الادعاء بأنها وصلت إلى المشفى كانت عبارة عن تهييج ودعاية وإشاعة… وإلا كيف يمكن معالجة هذه الحالات الخطيرة جدا والتي قيل أنه استخدم فيها سلاحا محرما دوليا وسلاح دمار شامل بالمياه والدعاء… هذا حقيقة سيثبت مرة أخرى مصداقية أو عدم مصداقية المنظمات الدولية من جهة والضغوط التي تمارسها الدول الغربية على هذه المنظمات للحصول إلى أهداف سياسية لا علاقة لها على الإطلاق باستخدام أسلحة دمار شامل… وسوريا أؤكد مرة أخرى بأنه لم يعد لديها إطلاقا أي برنامج كيميائي ولا مواد كيميائية سامة محظورة بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.
سبوتنيك: ماهي دلالات إعلان أمريكا تخفيض دعم المجموعات المسلحة في سوريا هل هي مجرد بروباغندا برأيكم ؟ وما هو تأثير ذلك في حال نفذت أمريكا هذا الإعلان؟
المقداد: أنا أعتقد أن أوكسجين المنظمات الإرهابية المسلحة يأتي من قبل الولايات المتحدة وعندما نسمع دعايات من هذا النوع ونحن سمعناها كثيرا منذ بدء الأزمة في سوريا عام 2011 ففي كل مرة تعلن فيها واشنطن وقف التمويل والتسليح والإدارة فإن المزيد من الإمكانيات المالية تصل إلى هذه المنظمات والمزيد من الأسلحة الفتاكة وقد كشف الجيش العربي السوري خلال إعادة سيطرة الدولة على الغوطة وعلى الحجر الاسود عن وجود الكثير من الأسلحة التي وصلت مؤخرا من الدول الغربية وأمريكا الى التنظيمات الإرهابية المسلحة… على واشنطن أن تتوقف عن دعمها للإرهاب تحت أي ذريعة كانت وعليها ان تحترم سيادة سوريا وارادة الشعب السوري وعليها أن تحترم أيضا التزاماتها في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين وعدم القيام بأعمال تنتهك سيادة الدول وتؤدي في نهاية النطاف الى دعم مباشر للتنظيمات الإرهابية المسلحة تحت أي عنوان كان.
المقداد: أمريكا طبعا لم تقرر الانسحاب… هي تطلق بالونات اختبار بين الفينة والأخرى ونعتقد أن الهدف الأساسي هو ابتزاز مالي للدول العربية وإجبارها على دفع المزيد من الأموال لخزينة الولايات المتحدة الأمريكية التي على ما يبدو أنها مفلسة، وتحميل الدول العربية وزر الانخراط المباشر في حرب على ما اعتقد ستكون موجهة ضد الدولة السورية… هذا موضوع خطير جدا… وموقفنا واضح وعلى الدول العربية أن تحترم شعوبها وأن لا تتدخل أكثر مما تدخلت لقتل السوريين ولتدمير سوريا… وسنتعامل مع مثل هذا التواجد كما نتعامل مع اي وجود لأي قوات اجنبية لم تأتي بموافقة الدولة السورية:.. يكفينا نحن العرب المزيد من الخلافات ومن التدخل لصالح إسرائيل والدول الغربية في أوضاعنا الداخلية… ولا أعتقد ان البعض من الدول العربية التي أشيع أنها سترسل قوات، قادرة على إرسال ولو عسكري واحد لأنها متورطة في صراعات في اليمن وفي مناطق أخرى لذلك عليها ان تنتبه لأوضاعها الداخلية قبل أن تتفجر في وجهها وفي وجه من يدعمها.
سبوتنيك: كيف سيكون موقف دمشق في حال اقر الكونغرس الأمريكي سيادة لإسرائيل على الجولان السوري المحتل بعد طرح مشروع قرار بروتوكولي للكونغرس بهذا الخصوص من احد النواب الأمريكيين اي على غرار ما جرى في القدس؟
المقداد: الأراضي لا تكتسب لا بالقوة ولا بقرارات الكونغرس الأمريكي..هذه المحاولات الإسرائيلية لضم الجولان قائمة منذ عام 1981 بقرار من الكنيست الإسرائيلي ونحن لا نعتقد أن قرارا اخر من قبل الكونغرس الأمريكي سيزيد أو ينقص من أهمية الوضع القائم في الجولان… أهالي الجولان العربي السوري ينتظرون تحريرهم وسوريا تحارب وتقاوم الإرهاب الذي تدعمه إسرائيل بشكل كامل… الصورة الآن أصبحت واضحة…إسرائيل تقف خلف كل ما يجري في سوريا لهذا الغرض بالذات اولا للتعمية على ضمها للجولان واستمرار احتلالها غير المشروع للجولان وثانيا استمرارها في قمع أي تحرك للشعب الفلسطيني علما أن سوريا هي من أواخر الدول التي مازالت تدعم النضال المشروع للشعب الفلسطيني وحقه في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة على أرضه بينما تتآمر الكثير من الدول مع أمريكا وإسرائيل على ضرب مشروعية نضال الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق أهدافه… وسوريا عمليا هي من الدول القليلة جدا في المنطقة التي ما زالت تدعم هذا النضال… لم نستغرب من قيام الكونغرس بسن مثل هذه المشاريع لأن الكثيرين فيه هم عمليا إسرائيليون ويزاودون على نتنياهو في سياساته العنصرية والعدوانية على سوريا وكل من يدعم النضال العادل للشعب الفلسطيني ولن يزيد مثل هذا القرار أو ينقص في حال اعتماده… نحن نرجو ان يمارس العقلاء هناك طبعا إذا بقي عقلا مزيدا من التوازن لأنه لا يمكن لدولة أخرى أن تعترف بضم دولة أخرى أرضا لا تملكها.. لذلك نأمل ان يمارس الشعب الأمريكي إرادته الحقيقية على مثل هؤلاء الاشخاص الذين يزاودون على السياسات العنصرية الإسرائيلية… وبذلك يهددون الأمن والسلم ليس في المنطقة فحسب وإنما في كل انحاء العالم… لكن سوريا مهما طال الزمن فهي لن تنسى أن الجولان عربي سوري وسيعود إليها عاجلا أم آجلا.
المقداد: نحن والأصدقاء الروس ننسق في جميع المجالات السياسية والعسكرية… والأصدقاء الروس يقدمون كل أشكال الدعم الممكن إلى سوريا للدفاع عن سيادتها وأجوائها ومنع حدوث أية اعتداءات على سوريا.
سبوتنيك: ماذا بعد تحرير دمشق وريفها… هل ستستمر العملية الى الجنوب لتحرير درعا أو ربما إلى الشمال لتحرير إدلب؟
المقداد: بعد تحرير الغوطة الشرقية والمناطق المتاخمة لمدينة دمشق وتحرير الغوطة الغربية وانتهاء الخطر المباشر على العاصمة دمشق فإن الباب اصبح مفتوحا للتوجه شمالا أم جنوبا وسيتم تحديد الوجهة القادمة في ضوء الاحتياجات والتطورات التي ستلتزمها طبيعة المواجهة مع القوى الإرهابية وهذا يحدد بقرار عسكري لكن أود أن أؤكد إن الجيش العربي السوري يصل دائما إلى أي مكان يود الوصول إليه…عندما تقرر أن نخوض معركة الغوطة الشرقية والغربية ربحنا هذه المعركة والجيش. وحلفائه وداعميه موجودون في هذه المنطقة… وعندما قررنا أن الدخول إلى الأحياء الشرقية من حلب دخلناها وحررناها وكذلك في دير الزور والبوكمال والميادين أنجزنا كل ما نريد وحدث نفس الشيء في البادية السورية وحمص لذلك هنالك جانبان تعمل عليهما القيادة السورية أولا: نحن نعمل على حل هذه المشاكل دون اللجوء إلى سفك الدماء كأولوية بمعنى أن ما تحقق في الرستن وتلبيسة والحولة إنجاز هائل بكل ما تعنيه الكلمة لأنه لم تطلق رصاصة واحدة…ولم يدمر منزلا واحدا في عودة الدولة السورية الى ممارسة دورها في هذه المناطق ونحن نأمل أن يتم نفس الشيء سواء في شمال أو جنوب سوريا…لكن في حال أصرت القوى الإرهابية وداعميها على الخيار الاخر فإنه لن يكون أمام الجيش العربي السوري إلا أن يستخدم قوته من أجل تحرير شعبنا من هيمنة المجموعات الإرهابية… والملايين الذين خرجوا من تحت هيمنة هذه المجموعات خرجوا أمام كل شعوب العالم ليقولوا أننا مع الدولة السورية…وأهلنا في الجنوب السوري والشمال يخضعون الآن لاستبداد وجرائم المجموعات الإرهابية ويتطلعون إلى عودة سلطة الدولة على هذه المناطق والدولة ستعود حتما الى ممارسة دورها في شمال وجنوب سوريا وكل سنتمتر من الاراضي السورية.
سبوتنيك: ذكرتم دير الزور…ما هو مستقبل حقول النفط والغاز التي تقع شمال دير الزور وهي حاليا تحت سيطرة القوات الكردية الحليفة لأمريكا؟ هل سيتم تسليمها للحكومة السورية بعمل عسكري أم سلمي؟
المقداد: التحالف الأمريكي قصف معظم آبار النفط السورية وعطل الكثير منها بهدف وحيد هو عدم تمكين الدولة السورية من الاستفادة منها وإجبار سوريا على دفع ملايين الدولارات لإعادة تأهيل هذه الحقول… في الحقول التي بقيت في الاستخدام قام التحالف بتسليط جماعات تابعة له من بينها جماعات كردية انفصالية فنحن نعيد التأكيد على أن مكونات الشعب السوري بما فيها الكردي هم جزء لا يتجزأ من أبناء الشعب السوري…لا نريد ان يذهب أيا كان كرديا أم عربيا أم آشوريا أم غير ذلك إلى درجة أن يعادي وطنه ويخدم المخططات الإسرائيلية والغربية ضد مصالح بلده لذلك على هؤلاء أن يفهموا هذه الحقيقة وأنا أقول أن كثيرا من الاتصالات تتم مع مثل هذه القوى البعض منها يفهم والبعض الآخر مصر على الذهاب بعيدا في ولائه لأمريكا التي لن ترحم هؤلاء ولن تقف إلى جانبهم عندما تتناقض مصالحها مع مصالحهم… نحن لا نأمل أن نلجأ إلى أسلوب استخدام القوة لأن كل سنتيمتر سيعود إلى سيطرة الدولة هذا هو قرارنا وقرار أصدقائنا والشرعية الدولية والأمم المتحدة تقف إلى جانب ذلك.
المقداد: نحن لا نتحدث عن تغييرات في الدستور السوري…الدستور الذي اعتمد عام 2012 دستورا متطورا جدا لذلك عندما يتم الاتفاق على أي شيء يتعلق بالدستور يجب أن يراجع الدستور الحالي لنرى كيف يمكن زيادة العناصر الإيجابية فيه وإذا كانت هنالك بعض الجوانب التي تحتاج الى مراجعة فنحن على استعداد لمراجعتها… لكن حقيقة نحن لانعرف ماهي الجوانب التي يريد البعض أن يركز عليها.
سبوتنيك: متى ستبدأ اللجنة الدستورية عملها في صياغة الدستور
المقداد: لا شك ان الزيارة الاخيرة للرئيس الاسد والمشاورات التي جرت مع الأصدقاء الروس والنتائج التي صوت عليها مؤتمر سوتشي ستكون قاعدة جيدة لإجراء مشاورات حول اهم الجوانب التي يجب ان تتم مراعاتها لبدء نقاش حول هذا الجانب الهام.
سبوتنيك: ومن سيمثل سوريا؟
المقداد: من المبكر الحديث عن ذلك لكن هنالك الكثير ممن يمكن أن يمثل سوريا وحكومتها في هذه المناقشات ولدينا الكثير من الخبراء الوطنيين والقانونيين والفقهاء الذين سيغنون هذا الموضوع لكن العمل الدستوري هو عمل وطني بحت يجب أن يتم في إطار الولاء للوطن وعدم وجود أية ولاءات إلى جهات اخرى وأن يكون الدستور منسجم دائما مع تطلعات الشعب السوري وأن لا يفرض على الشعب السوري لأن فرض الدساتير كما حدث في تجارب أخرى أساء لبلدان وشعوب هذه البلدان تعمل على إعادة كتابة دساتيرها كي تخدم مصالح شعوبها لا مصالح أمريكا وإسرائيل أو دول أجنبية لتفتيت الشعب وليس لخدمته والإبقاء على وطنه موحدا.
سبوتنيك: هل من المتوقع في المستقبل القريب حذف كلمة العربية من الجمهورية العربية السورية؟
المقداد: هذا سؤال استفزازي بطبيعته ولا أعتقد أن الاسم هو يجب أن يستفز كل مواطن سوري فهذا الاسم أعطي للجمهورية العربية السورية منذ وقت طويل وسوريا لا تميز على أساس اسمها بين مواطنيها إلا إذا كان هنالك أجندة سياسية تريد الغاء الدور القومي للجمهورية العربية السورية وللشعب السوري بمختلف فئاته… نحن نشعر أننا يجب أن نناقش قضايا ذات طبيعة تجمع كل الشعب السوري وليس ما يقسم الشعب السوري.
المقداد: لم ندعى حتى الان لمؤتمرات في جنيف وعندما يطرح هذا الموضوع سيناقش في حينه.
سبوتنيك: هل من المتوقع أن تقام في سوريا منطقة حكم ذاتي؟
المقداد: هذه أسئلة افتراضية…سوريا ليست بلدا كبيرا في الجغرافيا لذلك كنا دائما نطرح فكرة الوحدة العربية أي أن تكون كل البلدان العربية وطنا عربيا واحدا مثل اتحاد الجمهوريات الروسية… سوريا بلدا صغيرا وهي لا تحتمل مثل هذا الشيء…هنالك تجربة ناجحة يمكن إغنائها في موضوع الإدارة المحلية حيث من الممكن العمل على هذا الجانب… وتجربة الإدارة المحلية في سوريا تجربة ناجحة إذا كان المقصود منها إعطاء المزيد من الصلاحيات للمحافظات السورية للتعبير عن ذاتها وقيادة الخدمات الخاصة بسكان الجمهورية العربية السورية ولا أعتقد ان هناك سوريا واحدا يطالب بمثل هذا الشيء.
سبوتنيك: معظم المناطق السورية تحررت كيف ستشارك روسيا في إعادة الإعمار؟
المقداد: من دمر سوريا لا يمكن ان يساهم في إعمارها… الدول الغربية أرسلت إرهابيين ومسلحين وقتلة وهم الذين دمروا البنية التحتية لسوريا ناهيك عن الآلاف الذين قتلتهم قوات التحالف الأمريكي في شمال وشرق سوريا.. فكيف يمكن لهؤلاء أن يساهموا في إعادة إعمار سوريا وهم الذين دمروها…سيكون المجال مفتوحا بشكل تام أمام الدول التي دعمت الشعب السوري والتي ساهمت في تحرير سوريا كما هو الحال مع الأصدقاء الروس والإيرانيين واخرين كالصين وغيرها من دول العالم… هؤلاء هم من يحق لهم المشاركة في عملية إعادة الإعمار ونحن نثق بأنهم سيقدمون أفضل ما لديهم من خدمات…وفي هذا الإطار تم مناقشة هذا الموضوع خلال اللقاء الأخير الذي جرى بين الرئيسين الأسد وبوتين وستعطى الفرص كاملة للشركات والمؤسسات الروسية للعمل في إعادة اعمار سوريا.
المقداد: أعتقد أن ارادة الشعب التركي هي بناء أفضل العلاقات مع سوريا لكن العملية الانتخابية لها تعقيداتها الكثيرة وعندما يذهب أي مواطن في أي جزء من العالم إلى صندوق الانتخاب فإن الكثير من العوامل تدور بذهنه مثال على ذلك الانتخابات الفنزويلية والتي فاز بها الرئيس مادورو ونحن نهنئه على هذا الفوز لا يمكن ان نجلس نحن في ذهن أو عقل المواطن لكي نفكر بماذا يريد أن يقول في صوته بهذه الانتخابات… العملية الانتخابية في تركيا معقدة ونأمل أن تتم اعادة العلاقات السورية التركية إلى أوجها لكن أردوغان دمر هذه العلاقة لمكاسب سياسية تتعلق بأوهامه حول هيمنة الإخوان المسلمين على المنطقة وهو الأقرب إلى فكر الإخوان المسلمين وسياساتهم والحلم بالإمبراطوريات البائدة وهو الذي أضعف سوريا وتركيا وإيران والعراق من خلال تشجيع بعض العناصر الانفصالية في هذه البلدان وهو المسؤول عن ارتكاب هذه الجريمة لأنه لم يفكر بأبعاد دعم المجموعات الارهابية المسلحة في سوريا…لم يحافظ على سياسة حسن الجوار بين البلدين وقام بتدميرها ووجود الاحتلال التركي الان لمدينة عفرين دليل على ذلك…ومن خلال متابعتي أعتقد أن الشعب التركي يريد تغيير هذا الموقف والعودة إلى سياسة التنسيق مع سوريا وأنا لن أتدخل في خيارات الشعب التركي لكن المطلوب من هذا الشعب أن يلزم قياداته القادمة بعلاقات مميزة مع سوريا تخدم مصالح الشعب التركي والسوري وجيرانهم الآخرين في العراق وإيران.
سبوتنيك: يعني سوريا مستعدة لإعادة العلاقة مع تركيا؟
المقداد: هل سوريا بدأت بسياسة الخلاف ودعم الإرهاب في تركيا… نحن كنا ومازلنا نتمنى كل الخير للشعب التركي ونريد أن يدعم الشعب التركي عملية إعادة البناء وأن يوقف حكومته عن دعم الإرهابيين والقتلة في سوريا وأن يسحب القوات التركية التي تحتل جزءا من الأراضي السورية في عفرين وغيرها… وإعادة هذه العلاقات لما فيه مصلحة الشعبين… نحن لا نريد عداء دائما مع الشعب التركي في كافة الاحتمالات.
سبوتنيك: ما مدى استعداد سوريا لعودة اللاجئين من لبنان والدول المجاورة؟
المقداد: اللاجئون السوريون مكانهم الطبيعي منازلهم وارضهم في سوريا… وسوريا ترحب بعودة كل لاجئ وستقدم كل ما تستطيع من أجل العودة الامنة لأهلنا الذين اضطرتهم الظروف إلى الرحيل سواء كان ذلك بسبب الضغوط التي مارستها المجموعات الإرهابية أو الإغراءات التي قدمت لهم او الطبيعة المتبدلة لمعيشة الناس نتيجة الأزمة القاسية التي مرت بها سوريا. الدولة السورية مهتمة جدا بعودتهم ونحن سنرحب بهم على أرضهم التي هي ملك لكل السوريين من المقيمين ومن الذين اضطرتهم الظروف إلى مغادرتها… من حقهم أن تقوم الدولة بتأمين كل الظروف المؤاتية لعودتهم بإرادتهم الذاتية من أجل إعادة بناء سوريا وإعادة إعمارها.