عمان— سبوتنيك. وقال القائم بأعمال السفارة السورية في الأردن أيمن علوش: "قد لا تضطر الحكومة السورية إلى معركة الجنوب"، موضحا أن هنالك "وعي كبير في الداخل (السوري) إضافة إلى أن الموقف الأردني كبير جدا وفيه رسائل إيجابية كثيرة في هذا الموضوع"، مشيرا إلى أن "الأردن يدرك أن مصلحته في جنوب (سوري) هادئ وليس في جنوب مشتعل".
وفي مطلع تموز/يوليو من العام الماضي، كان الأردن طرفا ثالثا في اتفاق خفض التصعيد في الجنوب السوري، الذي جمع كل من روسيا والولايات المتحدة إلى جانب الأردن.
ويشرح علوش: "منطقة الجنوب اقتربت كثيرا من نهايتها هناك كتلة كبيرة من داخل الجنوب تريد فكرة المصالحة وتريد أن تعود إلى حضن الوطن هنالك مجموعات قليلة جدا جدا، وهي مرتبطة بمشروع إسرائيلي حقيقة، وتتلقى السلاح منها، لذلك هذه المجموعات من السهل جدا وضع حد لها ودحرها".
وأوضح بأن "الدولة (السورية) عندما اقتربت من إنهاء الوجود المسلح بدأت تصدر القوانين للمرحلة القادمة"، ضيفا أن الدولة السورية "لا تفكر فقط في الانتصار في الحرب هي تريد أن تنتصر في السلم، عبر إعادة ربط المواطن بأخيه المواطن وربط المواطن بأرضه".
وأشار إلى أن "هذه العملية مسؤولية الدولة التي تقوم بواجبها تجاه المواطن السوري".
وعن جيش خالد بن الوليد، الموجود في جنوب سوريا، يقول علوش: "هو جيش داعش، عديده قليل ولكن إسرائيل هي من تعطيه السلاح، يعني أن يضعوه في الخاصرة الأردنية هل هي مصلحة الأردن؟"، ويضيف بأن "الأردن متوجس من الجماعات الإرهابية لأنها خطرة على مجتمعه وهذه جماعات مصنفة أنها إرهابية".
ونقلت وسائل إعلام مؤخرا عن تنسيقيات المسلحين الحديث عن عودة عشرات العائلات من مخيم الركبان في البادية السورية إلى مناطق سيطرة الجيش السوري، وعزت تنسيقيات المسلحين السبب في ذلك إلى الظروف المعيشية والإنسانية السيئة في المخيم.
وفي حزيران/يونيو 2016، أغلق الأردن حدوده تماما مع سوريا، بعد تنفيذ عملية تفجير ضد جنوده من قبل عناصر من تنظيم "داعش" كانوا يقطنون مخيم الركبان.
وتعليقا على ما سبق، يقول علوش: "كان هنالك تخوف من أن هؤلاء النازحين جاءوا من مناطق الرقة ودير الزور وهي المناطق التي كان فيها داعش، وتحديداً الرقة ونظرا لأنه من الصعب عمل جرد لهم ومعرفة المتورط مع داعش ممن هو مواطن سوري؛ كان لدى الأردن تخوف".
ويؤكد بأن الدولة السورية لديها إيمان بأن "الخطر الأساسي هي الكتلة السرطانية الصغيرة وهذه يتم القضاء عليها لكن بقية الشعب مغلوب على أمره فكان يهرب من مناطق نتيجة دخول المسلحين إليها"، مشددا على أن تطمينات الدولة السورية إنما "هي تطمينات حقيقية، فالدولة لا تلعب لعبة الصياد الدولة تلعب لعبة الأب والأم فعندما تشعر أن هنالك طرف إيجابي عند الابن تحاول أن تكبره وتبني عليه ليعود إلى دوره الحقيقي في بناء الوطن".
وبين أن "هذه التطمينات هي حتى مع جماعة (مخيم) الركبان الذين أتوا من مناطق تسيطر عليها داعش،(إذ أنهم) شعروا بالأمان حتى يعودوا مرة أخرى إلى أماكنهم"، معتبرا أن "هذه نقطة تسجل إلى الدولة".