بناء على ما تقدم قامت وزارة الخارجية والمغتربين في الجمهورية العربية السورية يوم أمس بتسليم كل من سفير روسيا الاتحادية وسفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية بدمشق لائحة بأسماء أعضاء لجنة مناقشة الدستور الحالي والذين تدعمهم الحكومة السورية.
كيف نقرأ هذه الخطوة ما هي حظوظ نجاح هذه الخطوة المهمة في هيكل العملية السياسية في سورية؟
هل تعني هذه الخطوة أن سورية لا تأبه بأي خطوات تصعيديه قادمة تلّوح بها الولايات المتحدة وشركائها؟
هل من اتفاقات ضمنية بين الدول الضامنة في سورية خاصة على إنهاء الوضع الميداني لتفعيل هذا المسار وكيف؟
ما هي الخطوة التالية المطلوبة لأجل تدعيم العملية السياسية في سورية؟
هل بالفعل يمكن أن نقول أن الأرضية اللازمة لانطلاق العملية السياسية في سورية قد توفرت وعلى أي أساس في ظل وجود تصعيد وتوتر قائم في بعض المناطق من الجغرافيا السورية كإدلب والجنوب ومناطق الشمال والشمال الشرقي السوري؟
الخبير بالشأن السياسي والاستراتيجي العميد الركن نصّار خير يقول:
"كما قال تار كلاوزفيتز في كتابه "لوجيست الحرب" أن الحرب ماهي إلا السياسة وإنما بطرق أخرى، وما تحقق في الفترة الأخيرة بعد تحقيق الإنجاز الكبير في تحرير محيط دمشق بالكامل والمنطقة الوسطى من الإرهاب، وأصبحت معظم سورية خاضعة لسلطة لدولة السورية، وكما كان الاجتماع السابق الذي دار بين الرئيسين الأسد وبوتين إشارة لبدء العمل العسكري بمساعدة القوات الجوية الفضائية الروسية ،أيضا الاجتماع الأخير بينهما كان تقريباً إنهاء موضوع الحرب وبدء العمل السياسي، والسيد الرئيس بشار الأسد منذ بدء الحرب على سورية كان يضع الحلول أمام شعبه لتحقيق السلام بطرق سلمية وسياسية بدون قتال، لكن القوى الخارجية لتي تريد تدمير سورية وتحقيق إرادة اسرائيل والهيمنة على المنطقة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية كانت تستهدف إلى إطالة هذه الحرب وتدمير القوة العسكرية السورية، وتحقيق هدف آخر هو فرض الهيمنة الإسرائيلية على المنطقة بشكل كامل وخاصة بعد أن بقت سورية الدولة الوحيدة التي تعارض إسرائيل وتقف في ووجهها وتعارض المشاريع الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة، وتهديدات الولايات المتحدة وتحذيراتها يوم أمس من مغبة القيام بعمل عسكري في المنطقة الجنوبية والجنوبية الغربية من سورية وأن هناك رد سيكون على أي عملية عسكرية تقوم بها سورية في هذه المنطقة يدل على أهداف الولايات المتحدة التي تعاكس مصلحة الدولة السورية وإكمال الحرب على الإرهاب، ونحن نعلم أن من يتواجد هناك هما تنظيمان إرهابيان في درعا ومنطقة الجولان موضوعان على لائحة الإرهاب الدولية هما جبهة "النصرة" و"داعش" الإرهابيين، إذاً لا يحق للولايات المتحدة التدخل في هذا الأمر وتدخلها يدل ويثبت أنها من ترعى وتدعم هذه التنظيمات الإرهابية وتستخدمها لتحقيق أهدافها".
"بكل تأكيد هناك توافقات إقليمية ودولية بالرغم من الإعاقات الأمريكية والإسرائيلية ، ونحن نرى أن هناك نشاطاً سواء على المستوى الإسرائيلي أو الروسي أو على مستوى اجتماعات أستانا أو سوتشي وكلها كانت تصب في اتجاه واحد هي الانتقال إلى المسار السياسي وإنهاء الحرب وحل القضية بشكل كامل ، وبطبيعة الحال ولابد من أن يكون هناك إعاقات من الجانب الأمريكي ، ونحن متأكدون من أن الولايات المتحدة تسعى لإطالة الحرب على هذه المنطقة من أجل أن تحقق أهدافها ، وتحقيق والإنجاز الأكبر في فصل دول المواجهة عن بعضها بالكامل وخاصة إيران وسورية وحزب الله والخروج بمعادلة جديدة بأن لا تكون هناك أي معادات لإسرائيل في المنطقة بالكامل".
وأردف الخبير نصّار:
"بعد مؤتمر سوتشي وإقرار موضوع دراسة الدستور السوري من قبل اللجان المختصة وكما علمنا يوم أمس أن الجمهورية العربية السورية قدمت لائحة الأسماء التي ترشحها لكل من سفيري روسيا وإيران في دمشق نرى أن الدولة السورية تحمل نويا صادقة من أجل بحث هذا الموضوع وإنشائه والانتقال إلى مرحلة جديدة التي هي مرحلة الحل السياسي على الساحة السورية بشكل كامل".
وأضاف الخبير نصّار:
"نحن لولا الإنجاز العسكري لما حصل أي تقدم في المجال السياسي وفي المؤتمر الأخير في سوتشي رأينا ما صرح به رئيس وفد المسلحين أحمد طعمة من أنه كان من الخطأ حمل السلاح وأنهم لم يكونوا يريدون إسقاط نظام الحكم والى ما هنالك، إذاً أصبحت هناك أرضية صالحة من أجل انطلاق الحل السياسي، والمعادلة السورية لم تخرج عن المعادلة الإقليمية والدولية ، ومازالت داخل هذا الإطار وخاضعة لهذا الأمر، إذاً ومن هنا فإن كل التوقعات محتملة والولايات المتحدة وإسرائيل مازالتا يشكلان العقبة الأساسية في وجه الحل السياسي في سوريا، وهناك دول إقليمية كبعض دول الخليج تقوم بتمويل كل هذه الأفعال، ومن المتوقع أن تستفزنا الولايات المتحدة بأي وقت، وما جرى مؤخراً من اعتداءات عسكرية على مواقع الجيش السوري والتصريحات الأمريكية المستفذة تدل على ذلك، ونحن نهيب بالسوريين المتواجدين في الجنوب السوري في درعا والقنيطرة، وكذلك الأخوة الأكراد في الشمال السوري أن يخرجوا بسرعة من ربقة هذا العمل واللجوء إلى دولتهم من أجل تحقيق ما يريدونه بغض النظر عن المصالح الآنية ، ونقول لهم بإمكانكم تحقيق ما تريدونه من خلال دولتكم وعن طريق الشرعية المنتخبة من قبل الشعب السوري ،لأن ما عجزتم عن تحقيقه بالحرب لن تحققوه بالسلم".
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم