اعتبر الكاتب اللبناني والباحث في الشؤون الدولية ناصر قنديل في مقال نشرته جريدة "البناء" اللبنانية أن ما يحدث من تطورات دولية في هذه الأيام تشكل بدايات لتبلور مشهد دولي جديد، وتساءل "هل بدأ زمن تفكّك الغرب الذي عرفناه تقليدياً بقيادة أمريكية؟ وهل تلعب الجغرافيا السياسية التي جذبت روسيا كلاعب إقليمي لعبتها الآن مع أوروبا بعدما صارت أمريكا لاعباً إقليمياً في شرق آسيا بقوة الجغرافيا السياسية ومفاعيلها ذاتها؟".
وأضاف قنديل أن الانسحاب الأمريكي السلبي من التفاهم النووي الإيراني دون السعي لإسقاط التفاهم ولا الذهاب لحرب مع إيران يعبر عن الانكفاء الأمريكي العملي من ملفات المنطقة رغم بقاء ملامح انتشار عسكري وسياسي. مضيفا إلى ذلك "الانسحاب الأمريكي من ملف تسوية القضية الفلسطينية، والاكتفاء بإعلان القدس عاصمة لكيان الاحتلال ولو كانت النتيجة تفجير مشاريع التفاوض ونقل الشارع الفلسطيني وقواه السياسية إلى حالة مواجهة بذلت واشنطن الكثير لتفاديها".
وأشار الكاتب إلى أن هذه التغيرات تكشف أن قواعد السياسة الدولية تتغيّر نوعياً، وأن ما جعل روسيا تترجم عالميتها بالتحوّل لقوة إقليمية في المنطقة، هو ذاته يجعل أوروبا كذلك، ويدفع أمريكا بقوة الجغرافيا إلى خارج المنطقة.