يرى الخبير بأن موقف السعودية العدواني تجاه رغبة قطر في امتلاك منظومة "إس-400" غريب جدا، مستنكرا كيف لدولة أن تتدخل في العلاقات الثنائية لدول أخرى، وقال: "مالذي يزعج السعودية في حصول قطر على منظومة صواريخ "إس-400" إلا إذا كان لدى السعودية نوايا مسبقة بالقيام باعتداء عسكري على قطر".
وتابع بقوله: كيف تجرؤ الرياض على التدخل بين قطر وروسيا، وهي تطالب بأن لا يتدخل أحد في سياسياتها الداخلية، روسيا دولة عظمى لها الحق في أن تبيع منتجاتها إلى من تراه مناسبا".
وأشار الخبير إلى أن طلب المملكة العربية السعودية من فرنسا بالتدخل والضغط على قطر ومنعها من الحصول على منظومة "إس-400" وصل إلى مستوى "البلطجة" بحسب تعبيره، لافتا إلى أنه من المفترض أن يكون هناك علاقات دبلوماسية وحوار وليس فرض إرادة بالقوة.
وأوضح الحرمي بأن قطر اليوم ليست بموقف الضعيف لكي تقوم دول بفرض شروط عليها، وقال: على الرغم من الحصار والمقاطعة وإغلاق المنافذ البحرية والجوية وقطع العلاقات الدبلوماسية، استطاعت قطر أن تطور علاقاتها مع مختلف دول العالم بما فيها روسيا، لذلك السعودية اليوم تعيش في حالة من التخبط السياسي ليس فقط مع قطر بل مع دول أخرى، فقد شنت السعودية حربا على اليمن دون أن يلوح أي حل سلمي أو سياسي في الأفق".
وتابع قائلا: "اليوم السعودية متهورة مع جميع دول الأقليم، نحن نشفق عليها، ولابد لقياداتهم الحالية أن يعيدوا النظر في سياستهم الخارجية لأن هناك نزيف حاد في مصداقية السعودية على الساحة الدولية".
وحول الموقف الأمريكي، وقيامه بالضغط على الرياض، أكد الخبير بأن الأزمة الخليجية، سمحت بدخول لاعبين جدد إلى المنطقة، فبعد أن كانت الولايات المتحدة محتكرة منطقة الخليج العربي، استطاعت روسيا أن ثبت حضورها القوي في المنطقة، الأمر الذي أثار جنون الولايات المتحدة التي تريد أن تتفرد وحدها دون أن يكون لها منافس أو رادع.
واختتم بقوله: قطر حريصة على تعزيز علاقاتها مع مختلف الأطراف، صحيح تربطنا علاقات جيدة مع أمريكا ولكن لدينا علاقات متطورة مع كل من روسيا وتركيا وألمانيا وفرنسا وغيرها من الدول الأوروبية، قطر منفتحة على إقامة علاقات حسن الجوار وعدم التدخل في الشوؤن الداخلية، وتتبع سياسية نشر الأمن والاستقرار في المنطقة".
حوار: كارينا يونس