وكشفت عن أن العملية لم تشهد مقاومة من قبل القتلى ما يؤشر إلى أن منفذيها قد يشكلون اختراقا داخليا أو لربما ينتمون إلى تنظيم حليف في المنطقة التي يسيطر عليها أجانب تابعون قوميا لتركيا، إلا أنهم رفضوا الانفصال عن تنظيم "قاعدة الجهاد" العالمية.
وأشارت المصادر إلى أن أحدا لم يعلن مسؤوليته عن هذه العملية حتى الساعة، معتبرة أنها الأولى من نوعها التي تستهدف كوادر تابعة لما يسمى الحصة التركية من "الجيش الحر" في المنطقة.
وتأتي عملية التصفية التي طالت المسلحين الـ 15 من "الجيش الثاني" في سياق مسلسل الاغتيالات وتفجير المفخخات شبه اليومي الذي تشهده محافظة إدلب، والتي تستهدفت في معظمها كوادر "هيئة تحرير الشام" التي يشكل تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي (المحظورة في روسيا) واجهتها الحالية.
وبالرغم من جميع الإجراءات التي اتخذها مسلحو "هيئة تحرير الشام " من فرض حظر تجول وحملات اعتقال طالت مسلحين قدموا من ريف دمشق ومن العراق بتهم الانتماء إلى "داعش"، إلا أنهم لم يتمكنوا من الوقوف أو معرفة الجهة المسؤولة عن عمليات الاغتيال والتفجيرات.
وأسست تركيا تنظيم "الجيش الثاني" في حزيران 2017 بعد سلسلة معقدة من التسميات والهيكليات السابقة كان آخرها تبرعمه من "جيش التحرير" الذي انشق إلى قسمين: "جيش النخبة" و"الجيش الثاني".
واعتمدت تركيا في تشكيلة "الثاني" على نحو 1000 مسلحا معظمهم من أصول "تركمانية"، وقامت بنشرهم في أرياف إدلب الجنوبي وحماة الشمالي والغربي بالإضافة إلى جبلي التركمان والأكراد بريف اللاذقية الشمالي الشرقي لاستعمالهم كواجهة سورية للمستوطنين الأجانب في تلك المناطق، حيث يعملون جنبا إلى جنب مع (المهاجرين) الصينيين (الحزب الإسلامي التركستاني) والآذريين والطاجيك والمهاجرين من القرم في تنظيم (حراس الدين).