احتلت حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل، المعروفة باسم (بي دي إس)، مكانة مميزة في هواجس الإسرائيليين، نتيجة لتحقيقها نجاحات كبيرة على أصعدة مختلفة، السياسية والدينية والثقافية والفنية، ولاعتبارها حلقة من حلقات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، خاصة وأن أحد أهداف الحركة هو نزع الشرعية عن إسرائيل، وهو ما يمثل خطورة بالغة على مستقبلها. رغم أن بدايات الحركة الدولية كانت، في العام 2005، لكنها حققت النجاحات الكبيرة خلال الأعوام الثلاثة الماضية فقط.
وتعليقا على هذه المباراة ونجاح الحركة الدولية في إلغائها، قال الجنرال عاموس يادلين، رئيس جهاز المخابرات العسكرية السابق "أمان":"إن حركة (بي دي إس) كان لها القرار النهائي في إلغاء المباراة بنسبة تتخطى الـ 60 %، وهو مؤشر خطير على مدى تأثيرها على إسرائيل، وأن المشكلة الحقيقية ليست في إلغاء المباراة ولكن في أننا تركنا حركة (بي دي إس) أن تنجح وتستمر في عملها المواجهة لإسرائيل". وهو ما نقلته صحيفة "معاريف" العبرية، مساء أمس الخميس.
في وقت نشرت القناة الثانية العبرية على موقعها الإلكتروني تقريرا آخر يؤكد أن الحركة الدولية لمقاطعة إسرائيل تشكر الأرجنتين على رفضها الحضور للقدس وإقامة المباراة، في حالة من الفرحة الكبيرة ـ كما وصفت القناة.
ولم تهدأ الحركة الدولية من نشاطها حول العالم لفرض العقوبات على إسرائيل ومقاطعة المنتجات الإسرائيلية حول العالم، خاصة مع توالي الاعترافات الإسرائيلية بوصفها بـ" التهديد الاستراتيجي"، والمؤثرة على الأمن القومي لبلادهم، وجاء ذلك منذ البدايات على لسان إيهود باراك، رئيس الوزراء السابق، الذي أعلن مبكرا إن إٍسرائيل تواجه "تسونامي سياسي، وإن الجمهور لا يدرك ذلك".
وفي كلمة في مركز دراسات الأمن القومي، التابع لجامعة تل أبيب، قال باراك إن "نزع شرعية إسرائيل يلوح في الأفق، وإن ذلك بمثابة خطر استراتيجي، ويتطلب العمل على مواجهة ذلك"، وكذلك عوزي أراد، رئيس مجلس الأمن القومي السابق، الذي سبق باراك وقال في صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية:
تدور معركة غير سهلة ضد إسرائيل، يمكن الإشارة إلى أربع جبهات توجد بينها اتصالات متبادلة: المعركة الإعلامية، والمعركة القانونية، والمعركة السياسية، وأخيرا، المعركة الاقتصادية، حيث يوجد المزيد من المقاطعات للبضائع الإسرائيلية لدرجة إشعال النار في هذه البضائع، أنا لا أعرف شخصاً ضالعا في معرفة التاريخ اليهودي لا يتقلب أقرباؤه في قبورهم حين يرون مثل هذه الشعلات.
هكذا أعاد فإن قرار إلغاء مباراة الأرجنتين لكرة القدم أمام المنتخب الإسرائيلي، إلى أذهان القيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية مدى خطورة حركة المقاطعة الدولية (بي دي إس)، من جديد، ومثل هذه الأقوال، خصوصا مع توالي الاعترافات الإسرائيلية الداخلية بما تركته من آثار سلبية على الاقتصاد الإسرائيلي، وقريبا على الأمن القومي لبلادهم.