يأتي اجتماع اليوم للحكومة المصغرة في ظل تراجع الأوضاع الأمنية في مناطق الجنوب الإسرائيلي، حول البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة، خاصة بعد استشراء ظاهرة الطائرات الورقية الحارقة وبعدها ظاهرة بالونات الهيليوم الحارقة، أيضا، والتي تسببت في وقوع خسائر فادحة للاقتصاد الإسرائيلي، دفع معها بنيامين نتنياهو إلى توجيه المستشار القضائي لحكومته بقطع أموال السلطة الفلسطينية وتوجيهها لأصحاب المزارع التي أحرقتها تلك الطائرات، أو جزء من تلك الأموال، في حالة من رد الفعل الذي يعني عدم وجود حيلة أمام توالي إطلاق هذه الطائرات والبالونات الفلسطينية.
ودعت المواجهات الضارية بين الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي المستمرة إلى عقد المجلس الوزاري المصغر، أو الحكومة الإسرائيلية المصغرة التي تضم عددا معينا من الوزراء وقادة أجهزة الاستخبارات، والمسمى بـ"الكابينيت"، إلى عقد اجتماع عاجل، اليوم، الأحد، لمناقشة الوضع المتدهور في قطاع غزة، انسانيا وأمنيا وعسكريا، خاصة مع ورود مبادرات مصرية وقطرية ودعوات دولية لوقف إطلاق النار بين الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، في قطاع غزة، خاصة حول الجدار الفاصل بينهما.
من جانبها، أشارت القناة العاشرة الإسرائيلية إلى أن اجتماع اليوم سيناقش ضمن ما يناقش الوضع المتدهور في غزة، ومحاولة تقديم تسهيلات اقتصادية لتخفيف العبء على الفلسطينيين في القطاع، بما يخدم الأمن القومي الإسرائيلي، وهو ما يتماشى مع دعوات سابقة لعدد من الوزراء الإسرائيليين الذين يرون أن تحسين الأحوال الاقتصادية للفلسطينيين في القطاع يعني بالمقابل تخفيف العبء الأمني والعسكري على الحكومة الإسرائيلية، وهي رؤية تتناقض مع رؤية وزير الدفاع، أفيغدور ليبرمان، الذي يدعي أن قادة حركة حماس في القطاع يرغبون في اشتعال المواجهات مع حكومته، واستمرار العمل العسكري على الحدود المشتركة، واتهمهم بتراجع الوضع الاقتصادي للفلسطينيين في غزة، نتيجة لتوجيه أموال الدعم إلى النشاط العسكري وليس الاقتصادي.
ودعا جيسون جرينبلات، مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية للشرق الأوسط، الطرفين، المصري والإسرائيلي، إلى البحث عن مسارات سياسية لإحلال السلام بين الطرفين، الفلسطيني والإسرائيلي، في محاولة لحل الأزمة الإنسانية لقطاع غزة، وهو ما يستدعى إلى القول بأن هذا الاجتماع ربما يكون مفصليا بالنسبة لمستقبل قطاع غزة، خصوصا وأن هناك مبادرات فعلية، من كل من مصر وقطر ومبعوث الأمم المتحدة، حتى أن معظم الاجتماعات السابقة للكابينيت لم تتمخض عن الخروج بنتائج إيجابية توقف بدورها تدهور الوضع في غزة.
وكانت صحيفة "معاريف" العبرية قد أكدت في تقرير سابق لها أن نيكولاي ملادينوف المبعوث الأممي للشرق الأوسط لديه خطة كبيرة لبناء مصانع وبنية تحتية لإعادة إعمار القطاع من أموال الدول المانحة للشعب الفلسطيني، فضلا عن طرح الخطة السابقة لوزير المواصلات، يسرائيل كاتس، حول بناء جزيرة صناعية بدلا من بناء ميناء للقطاع، وإن كان اجتماع الكابينيت سيناقش الخطة التي قدمها ملادينوف من قبل، ولكن بشكل ثانوي.
وأجبرت "مسيرات العودة" إسرائيل على عقد لقاء الكابينيت وسط اندلاع المواجهات الفلسطينية ـــ الإسرائيلية، واستشراء ظاهرة الطائرت الورقية وبالونات الهيليوم الحارقة، وذلك كله لبحث كيفية مواجهة هذه الظاهرة، بعد توالي اعترافات إسرائيلية بأن تلك الظاهرة تؤرق مضاجعهم، حتى أن الشرطة الإسرائيلية حذرت في تقرير أخير للقناة السابعة العبرية المستوطنين حول قطاع غزة بالابتعاد عن الطائرات الورقية وبالونات الهيليوم الحارقة.