وقبل حلول عيد الفطر بيوم واحد، بدأ معظم سكان مدينة إسطنبول وأنقرة بالتوجه إلى المدن والبلدات السياحية أو إلى زيارة أهلهم و أقاربهم المقيمين في المدن الأخرى، حيث خيم السكون على مدينة إسطنبول في أول أيام عيد الفطر، بحسب ما أفاد به المواطن التركي نائل عزازي، المقيم في إسطنبول.
وقال عزازي في حديث لمراسلة "سبوتنيك": "غادر معظم سكان إسطنبول المدينة متوجهين إلى المدن السياحية أو زيارة أهلهم وأقاربهم المقيمين في المدن الأخرى".
Eid Celebrations At Turkey #unity #unityamongmuslims #love #Islam #life #Peace #EidulFitr #EIDCelebration #MRXOX #Turkey pic.twitter.com/Aj6GykUc9g
— Mr.xox (@shayan_xox) June 16, 2018
وأضاف "أما من بقوا في المدينة وفضلوا قضاء العيد في منازلهم فيذهبون إلى معايدة جيرانهم ومعارفهم، كما يذهب بعض الناس إلى أماكن التنزه أو مراكز التسوق التجارية لقضاء بعض الوقت فيه، مستغلين عطلة العيد وخلو المدينة من السكان".
ولا يختلف الوضع في العاصمة أنقرة عن إسطنبول، حيث توجه غالبية السكان لزيارة أقاربهم المقيمين في المدن الأخرى أو المدن السياحية في جنوب وغرب تركيا"، بحسب ما أفادت به المواطنة التركية سلدا أوفلاز أوغلو، المقيمة في العاصمة أنقرة.
وقالت أوفلاز أوغلو في حديث لمراسلة سبوتنيك "أصبح الناس يستغلون الأعياد لقضاء العطلة وخصوصا في المدن الكبرى، لذا يقضون العيد في المدن السياحية أو الساحلية، أما من لا يجد فرصة لمغادرة المدينة فيفضلون التنزه أو الذهاب إلى مراكز التسوق في أيام العيد إلى جانب زيارة أقاربهم ومعارفهم لمعايدتهم".
Escape from the city: Ideas for #Eid holiday getaways
— ㅤㅤTurkey Amazing (@TurkeyAmazing) June 15, 2018
1] Akyaka,Muğla:
Akyaka, one of the members of Cittaslow organization, is one of the touristic centers that do not surrender to wild housing.#EidMubarak #Turkey #Muğla pic.twitter.com/DmfMRqSwM5
والظاهرة التي بدت أكثر شيوعا في تركيا هي ظاهرة المعايدة الإلكترونية، حيث إن تطور وسائل الاتصال وانتشار مواقع التواصل الاجتماعي دفع الناس للابتعاد عن ممارسة الطقوس الدينية والاجتماعية وبدأ الأتراك كغيرهم في الدول الإسلامية يعيشون العيد ويحتفلون به على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويرى الكاتب الصحفي التركي موسى أوز اوغورلو المقيم في مدينة إسطنبول "أن الاقتصادية الليبرالية التي بدأت تطبق بعد الانقلاب العسكري في عام 1980 وجهت ضربة كبيرة لبنية المجتمع التركي، كما ازدادت الفردية فيه".
وأضاف أوز أوغورلو في تصريح خاص لوكالة سبوتنيك "ومع زيادة المشاكل الاجتماعية في تركيا بدأ الناس يهربون من مجتمعهم ويقضون أوقاتهم بمفردهم، ويرى الناس العيد كفرصة للهروب من مشاكلهم ومجتمعهم على عكس ما كان سائدا في الماضي".
وتابع: "كان الناس الذين لم يجدوا فرصة لممارسة حياتهم الاجتماعية بسبب أعمالهم يرون العيد بمثابة فترة للعودة إلى لقاء الأهل والأصدقاء، بينما بدؤوا اليوم يرونه فرصة للهروب من المجتمع".
ولفت إلى أن الهواتف المحمولة والإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي زادت من أضرار هذا المفهوم الاجتماعي والاقتصادي السائد في تركيا، حيث أصبحت الهواتف المحمولة ومواقع التواصل الاجتماعي وسيلة للهروب من المجتمع".
واستطرد قائلا: "إن الناس الذين لم يتمكنوا من تطوير علاقاتهم بدؤوا يعبرون عن حبهم ومشاعرهم عن بعد بواسطة الهواتف المحمولة، كما يقوم بعض الناس الذين لا يعرفون كيف يقدمون كلمات الحب للآخرين في العالم الافتراضي، باللجوء إلى طرق نسخ ولصق الكلمات والعبارات المسروقة".
وختم بالقول "الجميع يعايد بعضهم البعض ولكنهم في الحقيقة لا يعايدون".