البداية، كانت مع إعلان الشرطة الإسرائيلية القبض على وزير الطاقة السابق، غونين سيغيف، بتهمة التجسس لصالح إيران، لتلقي وسائل الإعلام الإسرائيلية بظلالها على الحدث التي اعتبرته تاريخيا، خاصة وأنه شارك في احتفالات بلاده بالعيد السبعيني على قيام دولة إسرائيل في السفارة الإسرائيلية بنيجيريا، باعتباره شخصية عامة وكونه رجل أعمال مهم.
وأكد الموقع العبري أن غونين كان معروفا كشخصية عامة لدى رجال الأعمال النيجيريين، وكذلك الحكومة والشرطة في أبوجا، وإن اشتكى، غير مرة، للشرطة النيجيرية بأن هناك من يتتبع خطواته ويحاول قتله، لكن الموقع يشدد على أن سيغيف شارك في حفل سفارة بلاده بفندق هيلتون بأبوجا النجيرية، رغم نفي الخارجية الإسرائيلية بأنه لا توجد علاقة بينها وغونين.
ومن جانبها، قالت صحيفة "معاريف" العبرية، مساء اليوم، الثلاثاء، 19 يونيو/حزيران، أن إيران نفت الواقعة من أساسها، في حين أن حزب الله اللبناني عبر عن فرحته بنجاح طهران في تجنيد وزير إسرائيلي لصالحها، حيث أجرت حوارا مع الدكتور تامير عيلام غيندن، الخبير في الشئون الإيرانية، الذي رأى أن طهران ليست سعيدة بالواقعة، كما تعتقد إسرائيل، لكنهم يهتفون بأي شيء يتعلق بإسرائيل، رغم أن الأمر مضحك، في الأساس. بحسب الصحيفة العبرية.
وأشارت صحيفة "هاآرتس"، من ناحيتها، إلى أنه على إسرائيل ألا تقلق من قضية الجاسوس الوزير غونين سيغيف، لأن ما نقله لا يحدو سوى معلومات قليلة وعديمة الفائدة، وأن الإيرانيين يعرفون ذلك، تماما، كون هذه المعلومات ضئيلة، مقارنة بمنصبه الحساس، كونه عضو كنيست ووزير سابق في الحكومة الإسرائيلية.
كانت الشرطة الإسرائيلية قد أعلنت، أمس، الأثنين، 18 يونيو/حزيران، عن إلقاء القبض على عضو الكنيست والوزير السابق، غونين سيغيف، بتهمة التجسس لصالح إيران، بعد نقله معلومات مهمة لطهران، حول الطاقة ومواقع أمنية إسرائيلية، والتعريف بشخصيات أمنية وعسكرية وسياسية. وذلك منذ العام 2012.
وأوضح الموقع الإلكتروني الإخباري "نيوز وان" أن غونين أدار علاقات مشبوهة مع مسؤولين إيرانيين منذ العام 2012، في نيجيريا، وزار طهران، أكثر من مرة، والتقى بمسؤولين آخرين في السفارة الإيرانية في أبوجا، عاصمة نيجيريا، وفي أماكن أخرى حول العالم.
وفي تعليقه على واقعة التجسس، قال غونين "أردت أن أكون عميلا مزدوجا، وأساعد إسرائيل"، وهو ما كتبته القناة الثانية الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني.
ويعزى اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية بقضية الوزير السابق غونين إلى كونها حالة نادرة فيها أن يصبح عضو كنيست ووزير سابق شارك في جلسات الحكومة الإسرائيلية، جاسوسا، ولمن، لإيران، خاصة وأن جاسوسية غونين بدأت منذ ما يزيد عن ست سنوات كاملة، وتحديدا، منذ العام 2012، دون معرفة الشاباك الإسرائيلي بذلك، رغم محاولة بعض تلك الوسائل تقزيم ما قدمه الوزير السابق من معلومات لطهران.