وقال الخبير العسكري العميد المتقاعد علي مقصود لوكالة "سبوتنيك": "لم يتبق من محافظة درعا سوى منطقة يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي المحظور في روسيا، وتشكل هذه المنطقة مثلث الالتقاء بين الحدود السورية الأردنية وحدود الجولان المحتل، ويتألف من بلدات حيط، تسيل، الشجرة، نافعة وسحم الجولان"، متوقعا أن يوجه الجيش السوري ضمن هذا المثلث "ضربات قاسمة لبعض جيوب تنظيم "داعش" التي مارست القتل والإجرام خلال السنوات السابقة بشكل لا يمكن أن يحتمله العقل البشري، وكانت ولا تزال تشكل مخلب الكيان الإسرائيلي في جنوب سورية"، مضيفا: إن هذه الفصائل لا يحتمل عقلها التكفيري والإجرامي أي مبادرة إنسانية من جهة لا تحمل عقائدها التكفيرية، ولا مجال أمام الدولة السورية في التعامل معها سوى بالسيف، وهو القرار الذي اتخذه الجيش السوري.
واعتبر العميد مقصود أن مبايعة فصائل "النصرة" لتنظيم "داعش" في بلدة طفس هو مخطط إسرائيلي بديل، يهدف إلى أن تكون هذه الفصائل مركز استقطاب لبقية الإرهابيين في تنظيم "داعش" للانخراط تحت لوائها ومبايعتها، بما يمكنها من الدخول في اتفاق "الترحيل نحو الشمال السوري، بعدما أغلق كل من الأردن وإسرائيل الحدود بوجه هذه الفصائل خوفا من التدهور الأمني الذي سيلحق بهما، مع تقدم الجيش السوري وحصارها عند الحدود، وهذا إن دل فهو يدل على مدى قلق إسرائيل التي اعترفت وسلمت بنصر سوريا وبانهيار الإرهاب وتسعى لتوقف العمليات العسكرية عند خطوط فصل الاشتباك، معتبرا أن إسرائيل هي الخاسر الأكبر بدحر الإرهاب من الجنوب السوري بعد فشل مشاريعها الرامية لتشكيل حزام عازل أو منطقة عازلة بعمق 30 كلم في الاراضي السورية.
وحول تحرير الجيش السوري لمعبر نصيب الحدودي ومسار العمليات في الجنوب، قال العميد مقصود: "لن ينتهي هذا الأسبوع قبل إغلاق صفحة الجنوب السوري، وقبل تحريره بأكمله، وسيفاجأ العالم قريبا بزيارة وزير الخارجية الأردني لسوريا للتباحث حول إعادة فتح المعبر بين البلدين، وإعادة تأهيل ما خربه الإرهاب من بنى تحتية وفنية طالت المعبر وطريق دمشق عمان، وقد بدأت الدولة السورية بعد تحرير معبر نصيب مباشرة باعادة الترميم والتأهيل، لأنه باختصار يمثل شريانا مهما للاقتصادين السوري والأردني.