سبوتنيك: تم اغتيال الرئيس الصماد بصورة تبدو سهلة… أين خططكم التأمينية وكيف تمت عملية اختراق تلك المنظومة وهل حدثت خيانة داخل صفوفكم؟
ما نعرفه أن العملية لم تكن سهلة، وأن كثيرا من الطاقات والجهود والأعمال الاستخباراتية والدعم الأمريكي والإسرائيلي قد حُشدت حتى تمت، وجريمة اغتيال الرئيس الشهيد صالح الصماد جسد الحقيقة المرة لإجرام العدوان، وأنه يستهدف الجميع بدون أي قانون أو وازع أو رادع لإجرامه، وهو رحمه الله كان ينظر إلى تحركاته وأعماله ومبادراته في كل مواقع الخطر منطلقا من قيم المسئولية الأخلاقية والوطنية والوظيفية حتى استشهد رحمه الله وهو في قمة عطائه، وفي واحدة من أعمال تحدي صلف العدوان السعودي الأمريكي في استهداف الساحل الغربي لليمن، والكلام عن خيانة وما شابه جزء من استراتيجية العدوان لصرف النظر عن الجريمة التي ارتكبها والمخالفة للقانون الدولي وقواعد عدم استهداف السياسيين بدرجة رئيسية.
جزء من سؤالك يجيب عن نفسه، القوى التي لا ترغب في أن يحل السلام في اليمن وفي مقدمتها أمريكا وبريطانيا اللاتي أصبحت تتنفس اقتصاديا بصادرات السلاح إلى السعودية والإمارات وحتى البحرين، كما أن التحولات العالمية وفشل المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط لتفتيت دول الحضارات وإعادة إخضاع العالم للهيمنة الصهيونية، والنجاح الذي حققه محور المقاومة ودولة روسيا في سحق داعش والقاعدة جعل من إدامة العدوان على اليمن متنفسا لأمريكا وبريطانيا وإسرائيل. استهداف الرئيس الشهيد صالح الصماد تقاطعت فيه ومن أجله العديد من الأهداف التي تصب في عملية استهداف أي قيادة يمنية وطنية تعمل من أجل الخير والسلام والاستقرار، ولا تترك مناسبة إلا وتستغلها من أجل تقريب وجهات النظر ومعالجة مشكلات الداخل ودعم كل الجهود الخيرة التي تريد وقف هذا العدوان العبثي على اليمن والشعب اليمني منذ أربع سنوات، كما أن الرئيس الصماد رحمه الله كان يعمل وفق رؤية ومنهج يعززان من سيادة الدولة ومؤسساتها وهو ما لا يريده تحالف العدوان كونه يبقى اليمن قويا ومتماسكا وقادرا على خوض معركة النفس الطويل في مواجهة الغطرسة الامريكية حتى يتحقق النصر للشعب اليمني، وهو ما جعله هدفا عاجلا للعدوان الذي أعلن منذ وقت مبكر قائمة للاستهداف تطال الكثير من الشخصيات الوطنية وأخرى يستهدفها دون قوائم كما يحدث في المناطق التي تسمى محررة وتنتعش فيها القاعدة وداعش وأعمال الاغتيال والتعذيب والسجون السرية كما يحصل في المناطق الجنوبية من الوطن.
سبوتنيك: تقولون أنكم طورتم مخزون الصواريخ والأسلحة التي بحوزتكم… من أين لكم بتلك التقنيات الغير متاحة لدول كبرى في المنطقة؟
الجمهورية اليمنية لديها قوة صاروخية ولدى وزارة الدفاع ألوية صواريخ، ويتربع على كرسي الوزارة اليوم قائد ألوية الصواريخ اللواء محمد العاطفي وليس الأمر سرا او غير معروف ومعلن فلا غرابة في التطوير، والعقل اليمني لاينقصه أي شيء بنيوي يعيقه عن الإبداع ومساواة العقل البشري الذي ابتكر التقنيات وابتكر وصنع و طور، والحاجة التي ترافقها الحرية تتغلب على أي معوقات.
سبوتنيك: طوال سنوات الحرب كان هناك صراع إعلامي بينكم وبين التحالف… هل نجح التحالف في تسويق أهداف الحرب… وكيف تعاملتم مع الأمر؟
الموضوع بكل بساطة أن التحالف الذي يمتلك آلة إعلامية عالمية وجبارة يريد أن يغطي على ضوء الشمس كما يقال بغربال، وهذا يخدمه لحظيا ولكنه لا يلبث أن يفشل ولعل آخر معركة اعلامية خاضها هي معركته في مزاعم سيطرته على مطار الحديدة والذي ثبت فشلهم فيها حتى أعلن الفشل وزراء إعلام دول العدوان في الاجتماع الأخير كما يعرف ذلك كل متابع رغم ما تُدفع من الأموال والرشى والمؤسسات الإعلامية وتشتري الذمم وتُحاصر وسائل الإعلام والصحفيين من الوصول إلى اليمن أو نقل الواقع، وهو وضع متوقع وتعاملنا معه بالحفاظ على الرسالة الصادقة والواضحة والمبادئ الثابتة والمراهنة على الوعي اليمني المتقدم والضمير العالمي، إعلام العدو سيعود ليجر أذيال الخيبة، ويعض أصابع الندم على ما يحصل في اليمن منذ أربع سنوات باذن الله، وثقتنا وإيماننا بالله تجعلنا على يقين أن المعركة هي صراع إرادات قبل أن تكون معركة انتصارات إعلامية.
سبوتنيك: يتكون التحالف من عدة دول وربما تلعب دور في الحرب أكبر من الدور السعودي… لماذا لم تطلق صواريخكم حتى الآن على الإمارات والسودان؟
سبوتنيك: هل يمكن أن تسلموا إدارة الميناء للمنظمة الدولية؟
الدولة اليمنية لديها الكثير من المعالجات والحلول التي طرحت منذ وقت طويل لمواجهة الضغط الإجرامي على المنافذ البرية والبحرية والجوية ومحاصرة اليمنيين حتى من العلاج وحرية السفر والتنقل في جريمة من الجرائم ضد الإنسانية التي صُم وعمي العالم عن رؤيتها أو الوقوف حيالها، وما يروج عن تسليم الميناء حاليا يصب في سياق الحملة الإعلامية الممنهجة لدول تحالف العدوان لتبرير فشلها في احتلال الساحل الغربي من جهة وتمييع مبادرات السلام والحلول الشاملة وتجزئتها واعتقد أن ما أفصح عنه قائد الثورة هو ما دار بينه وبين المبعوث فليراجع آخر خطاب له عن تطورات الأحداث ففيه الحديث عن هذا الموضوع وحقيقة ما تم الاتفاق عليه.
سبوتنيك: هل ستدخلون للمحافظات الجنوبية مرة أخرى وموقفكم من مطالبات الجنوبيين بالانفصال… وقراءتكم للسياسة التي يتبعها بن سلمان في اليمن؟
سبوتنيك: هل سيحقق المبعوث الأممي السلام في اليمن بعد زيارته الأخيرة إلى عدن 27يونيو/حزيران… وهل هناك مباحثات سواء مباشرة أو غير مباشرة مع التحالف و شروطكم للجلوس من أجل التفاوض؟
نحن نمد أيدينا للسلام المشرف والعادل لا الاستسلام، ولن يقبل أي يمني أن ما عجز عن أخذه تحالف العدوان بالقوة أن يؤخذ بالسياسة، وقد أكدنا وأكدت القيادة دعمها لجهود المبعوث والجميع تمنى له التوفيق وعدم التعثر أو أن يمارس مهنة ساعي البريد كسابقه.
سبوتنيك: ما هى التنازلات التي يمكنكم تقديمها لوقف الحرب وحقن الدماء.. وما هى الدول التي تلقى قبولا لديكم ويمكن التشاور معها؟
لسنا من يفرض شروطا تعجيزية حتى نطالب بالتنازلات، مطلبنا مطلب محق، إيقاف العدوان وفك الحصار غير المشرعن، وعلى الدول المحبة للسلام والخير وتعايش الشعوب والأمم والحضارات وتكاملها والبناء على المصالح المشتركة الضغط لتجنيب اليمن المزيد من الدمار والازمات الانسانية بإيقاف العدوان وفك الحصار.
سبوتنيك: ما حجم الدور الذي يلعبه حزب الله اللبناني في الحرب؟
هل تقصد في سوريا أو في حربه مع إسرائيل، حزب الله حزب مقاوم لإسرائيل والشعب اليمني بأكمله مقاوم للكيان الصهيوني، وهذه الشراكة مع كل الشعوب العربية والإسلامية هي ميدان الالتقاء مع حزب الله في اليمن وغير اليمن، وأن كان مغزى سؤالك عن الوجود العسكري فهو كلام رد عليه السيد حسن نصر الله قبل أيام.
التجاذبات بين إيران والسعودية لها أبعادها وسجالها ونتمنى السلامه للجميع، ونريد من العالم أجمع أن يدعم موقف اليمن والشعب اليمني المظلوم المعتدى عليه والمحاصر منذ أكثر من ثلاث سنوات واذا كانت السعودية والإمارات ترى ان ايران عدو لها فبينهم حدود مشتركة فليحاربوها مباشرة هناك إن كانوا صادقين فأقرب نقطة فاصلة بينهم تقدر بعشرات الكيلومترات فقط.
سبوتنيك: ساعتان هى عمر الزيارة التي قام بها المبعوث الأممي جريفيث إلى عدن لوقف قصف الحديدة كما قيل… هل حمل جريفيث رسالة منكم للرئيس هادي؟
المبعوث الأممي يعلم ان عدن لا تملك القرار وأن من يملك قرارها هي عواصم دول العدوان لذلك فالبقاء بها يعد مضيعة للوقت فقط وعرضة للمخاطر الأمنية جراء الوضع الأمني المنفلت.
سبوتنيك: إلى متى ستستمر الحرب؟
لايخيفنا استمرارها كما لا نحب استمرارها وبالتالي استمرارها مرهون بتحقق كسر أوهام من اشعلها وبإذن الله سيتحقق للشعب ذلك، فاليمن لم تطلق الطلقة الأولى في الحرب والعدوان، ولم تؤسس لتحالف ضد أحد، ولكنها تقاوم وستنتصر على أقوى وأغنى الدول، وحجم المؤامرة دفع الشعب لقرار الدخول في معركة النفس الطويل حتى ينتصر كما انتصرت الثورات في العالم ومنها الثورة البلشفية في روسيا.
سبوتنيك: ما هو شكل الدولة اليمنية القادمة… وهل ستكون هناك أفضلية لبعض المواطنين على بعض؟
شكل الدولة اليمنية القادمة هو الجمهورية المستقلة الديمقراطية وذات السيادة والحرية غير المنقوصة التي يضحي في سبيلها أبناء اليمن اليوم في كل الجبهات، والمواطنون اليمنيون سواسية في الحقوق والواجبات أمام القانون ولا أفضلية لأحد على أحد، ونحن مجتمع مسلم لا يعرف التمييز والطبقية، والمجتمع اليمني مجتمع متجانس ومتكامل وهذا بحد ذاته افشل الحرب الإعلامية من قبل العدوان التي حاولت أن تستهدف نسيجه الاجتماعي بعد فشل العدوان في خلق انقسام طائفي ومناطقي بين أبناء اليمني بعضهم بعضا.
تصلنا معونات بشكل دائم من الرياض على متن طائرات الـ F16 ـ F15 ووصلت قبلها عبر الجماعات الإرهابية والانتحاريين من داعش والقاعدة الذين فجروا أنفسهم في المستشفيات منها مستشفى "العرضي" الذي كان أكثر المفجرين سعوديين، والمساجد، وهي معونات مستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات، ونتوقع أن تستمر حتى ينهي الرئيس الأمريكي ترامب حلب البقرة السعودية حد وصفه ويكدس ما بقي في عروق الأنظمة الخليجية من أموال، والشعب اليمني شعب له أصول حضارية يستطيع كالشعب الروسي من خلال الإرث الحضاري والتجربة الإنسانية أن يقاوم ويوجد البدائل من الأرض بالاعتماد على الذات والإمكانات المتاحة كما هو حاصل اليوم.
سبوتنيك: تقييمكم للموقف الروسي… وهل كنتم تتطلعون لدور روسي أكبر؟
سبوتنيك: هل هناك تواصل بينكم وبين صانعي القرار في موسكو للتعريف بقضيتكم؟
هناك زيارات ولقاءات متكررة مع القيادات الروسية السياسية وروسيا مطلعة على تفاصيل ما جرى ويجري في اليمن، وهي دولة أساسية في مجلس الأمن، وكان لها مواقف بحسب سياستها، وأبوابنا مفتوحة وأيدينا ممدودة لكل أصدقاء الشعب اليمني ومن يحرصون على العدالة والإنسانية والقيم، ونراهن قبل كل شيء على عدالة السماء ونصر الله لعباده المستضعفين في الأرض ونثمن أي موقف ايجابي وكل موقف إيجابي سابق رفض استمرار العدوان أو أعاق أي قرارات أممية تجاه اليمن، بل أن الفيتو الروسي بشان قرار تجديد العقوبات — وأن كان المستفيد منه إيران — إلا أننا في اليمن اعتبرناه نصرا باعتباره كسر الاحتكار الأمريكي على الملف اليمني.
سبوتنيك: هل لديكم رسالة تريدون توجيهها لروسيا؟
نتمنى لروسيا الاتحادية وشعبها وقيادتها كل التوفيق والسداد وازدهار ونماء، ونبارك لروسيا مقدما نجاح استضافتها لكأس العالم وما يشهده العالم في روسيا من إدارة وتطور في مختلف المجالات وتجاوز صعاب وتحديات ومؤامرات أرادت أن تفتت في يوم ما روسيا وتضعفها إلا أن العزيمة والقيادة الحريصة حققت انتصار على كل أعدائها وأعادت التوازن للقوى في العالم والسياسة التي ينتهجها الرئيس فلاديمير بوتين أثبتت جدواها وفاعليتها وأعادت للروس مكانتهم في العالم الذي لا يؤمن إلا بالقوة.
أجرى الحوار/ أحمد عبد الوهاب