ومع وجود وسيلة أفضل للتنبؤ بقوة أو كثافة الإعصار، سيكون لدى الناس قدرة أفضل على الاستعداد لدى معرفتهم ما إذا كان الإعصار القادم إليهم سيتسبب في فيضانات مدمرة ورياح عاتية، ربما تقتلع الأشجار من جذورها، مثلما كان الأمر مع الإعصار "ماريا"، الذي ضرب بويرتوريكو العام الماضي 2017، أم أن رياحه ستكتفي بهز أفرع الأشجار والصفير لدى عبورها النوافذ، بحسب رويترز.
وقال بعض علماء المناخ، إن ارتفاع درجة حرارة البحر والجو، تكسب العواصف مزيدا من الطاقة مما قد يؤثر على كثافة الإعصار.
وتسبب الإعصار "ماريا"، في مقتل نحو 4465 شخصا، وتدمير شبكة الكهرباء، وقدرت الخسائر في بويرتوريكو 90 مليار دولار.
وقال المركز الوطني للأعاصير في تقرير نشره العام الماضي، إنه لم ينجح في التنبؤ الدقيق بالكثافة السريعة التي اكتسبها الإعصار "ماثيو" في عام 2016، والذي وصل إلى عاصفة من الدرجة الخامسة بلغت سرعتها القصوى 270 كيلومترا في الساعة.
ووفقا لبيانات جمعتها "رويترز"، فاتخذت العاصفة مسارا مدمرا في بحر الكاريبي، مما أسفر عن مقتل ما يزيد على 1000 شخص في هايتي.
ويوجد حاليا ما يزيد على 12 نموذجا علميا للتنبؤ بكثافة الأعاصير لكن علماء قالوا إنها ذات جدوى محدودة.
وبينما يعتمد علم تتبع العواصف بصورة كبيرة على بيانات عن الأحوال عند محيطها، فإن التنبؤ بكثافة الإعصار يعتمد على معرفة مصدر طاقته عن طريق قياس ما يحدث داخله.
وهذا يعني تسيير طائرة تعقب داخل الإعصار ذاته لقياس سرعات الرياح أو الاعتماد على أقمار صناعية بإمكانها التحليق مرة واحدة كل يومين.
ودشنت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية "ناسا" في عام 2016 مشروعا يهدف للحصول على مزيد من البيانات، التي تساعد على التنبؤ بكثافة الإعصار، تحت مسمى نظام القمر الصناعي للملاحة العالمية "سي.واي.جي.إن.إس.إس".
ويركز الباحثون حاليا على موسم عام 2017، الذي خلفت فيه الأعاصير خسائر في تكساس وفلوريدا وبويرتوريكو، قُدرت بمئات المليارات من الدولارات.
ويعكف العلماء على إعادة استعراض البيانات التي جمعها مشروع(سي.واي.جي.إن.إس.إس) لمعرفة أثره فيما يتعلق بجودة التنبؤ وسبل تطويره للتنبؤ بكثافة الإعصار.
وقال باحثون إن هذا المشروع ربما يكتمل خلال العام المقبل.