وذكر بيان للمفوضية، إن "فرق رصد المفوضية المنتشرة في بغداد والمحافظات واصلت رصدها للتظاهرات التي نظمها أبناء محافظات "البصرة والديوانية والناصرية وواسط ميسان وبابل والنجف الأشرف، بالإضافة إلى العاصمة بغداد".
وأضاف أن" فرق الرصد وثقت سلسلة مطالب للجماهير المحتشدة والتي تمثلت بحاجتها لإنجاز العديد من المشاريع الخدمية في مناطقهم إضافة إلى توفير فرص العمل وتحسين المستوى المعاشي ومطالبة الحكومة العراقية بإيجاد حلول جذرية من أجل تحسين مستوى الطاقة الكهربائية والإنصاف في تجهيزها بين محافظة وأخرى".
إلى ذلك أصدر أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد توجيها عاجلا لحكومته، لمساعدة العراق وحل أزمة الكهرباء.
وأعلنت وزارة الكهرباء العراقية يوم الجمعة، أن الكويت ستزودها بالوقود لتشغيل المحطات الكهربائية المتوقفة في البلاد.
"إن موجة التظاهرات التي تكررت في العراق خلال الأسابيع الماضية شكلت منعطفا هاما في إطار الضغط السياسي على الفرقاء السياسيين في الحكومة، والتي تزامنت مع فترة الانتخابات الصعبة وما جرى الحديث عنه من تزوير وإعادة الفرز اليدوي، وكذلك تزامنت مع ارتفاع درجات الحرارة في البلاد بشكل قاسي جداً وسط نقص في الكهرباء والماء، وبالتالي فإن الموضوع شكل نوع من التغيير عبر الاستجابة الحكومية البسيطة من تخصيص مبالغ لتشغيل محطات الكهرباء المتوقفة عن العمل ومحاولة التواصل مع الدول الأخرى من أجل تنمية قطاع الكهرباء في العراق ونصب محطات تحلية المياه ومحاولة تعيين العاطلين عن العمل، وكل هذه الإجراءات لم تكن لتتحقق لولا الضغوط التي مورست من قبل الجماهير في التظاهرات الأخيرة، وأعتقد أنها رسالة للسياسيين الذين انشغلوا في الصراعات السياسية وعدم الالتفات إلى مصالح ومعاناة الشعب العراقي، لكي يغيروا سلوكهم في إدارة الأزمة وما يجري من أحداث في العراق في ظل مشاكل عميقة يعانيها العراق، وهذا يدل على أن الدولة العراقية سوف تتعرض إلى نكسة كبرى ما لم يتم تدارك الأمور من قبل النخب السياسية كي لا يصبحوا مطاردين من قبل الشعب الذي دعمهم في الانتخابات".
وتابع مرعي: "أعتقد أن الحكومة العراقية ليس لها من فرص كبيرة سوى الاستجابة لمطالب المتظاهرين ومتطلبات المرحلة الحالية والمقبلة على مستوى الخدمات والبنية التحتية، فالدولة التي تعاني من نقص أهم الخدمات لا تعتبر دولة ، وأعتقد أن العراق ليس لديه مشكلة حقيقية، وإنما هي عبارة عن مشكلة مفتعلة، بسبب الفشل السياسي والفساد وعدم وجود توجهات سياسية تفهم طبيعة إدارة الدولة".
وقال إن "توجه العراق نحو الكويت أو السعودية هو حل مرحلي، ولا يساعد في القضاء على المشكلة في العراق، فنحن نحتاج إلى حلول دائمة، ولا يتم الموضوع إلا عبر شركات عالمية، وهناك صراع داخل الكتل الشيعية في المشهد السياسي العراقي ينحصر في توجه العراق إلى أين، إلى إيران أم إلى المملكة العربية السعودية والخليج، والدولة الصحيحة يجب أن تكون منفتحة على الجميع".