بعد أيام من تحذير الرئيس الإيراني حسن روحاني من استراتيجية الولايات المتحدة تجاه بلادة وبعد وصفه أمام حشد من الدبلوماسيين الإيرانيين المواجهة العسكرية المحتملة بين إيران والولايات المتحدة بأنها ستكون " أم الحروب" أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو أن الولايات المتحدة ستطلق قناة تلفزيونية باللغة الفارسية تبث على مدار الساعة.
وقال إن مجلس أمناء البث الإذاعي الأمريكي يتخذ الآن خطوات جديدة لمساعدة الشعب الإيراني على الالتفاف على الرقابة على الإنترنت وسيطلق المجلس قناة تلفزيونية جديدة على مدار الساعة باللغة الفارسية، ولن يكون ذلك مقتصرا على التلفزيون بل وفي شكل راديو رقمي، ووسائل التواصل الاجتماعي".
وفي طهران قال د محمد صدقيان مدير المركز العربي للدراسات الايرانية لبرنامج في العمق عبر راديو "سبوتنيك" إنها ليست القناة الأولي التي تريد الولايات المتحدة الأمريكية إطلاقها لأن هناك حوالي 10 قنوات تبث من داخل الولايات المتحدة مستهدفة الداخل الإيراني وتمول من الأجهزة الأمريكية.
مشيرا في تصريحات لبرنامج في العمق عبر راديو "سبوتنيك" أن ذلك يأتي في إطار الحرب النفسية ولن يؤثر ما يحدث على الشعب الإيراني منوها أن ترامب وضع الشعب الإيراني ضمن الشعوب التي لا تدخل الولايات المتحدة.
وموضحا أن الهدف هو محاولة أن يثور الشعب الإيراني ضد الحكومة وهذا ما تريده أمريكا فهي تمنع الأغذية والدواء عن الإيرانيين ولكن الشعب الايراني لا يتأثر بمثل هذا السلوك الأمريكي.
مشيرا إلى أنه يجب ألا نقلل من أهمية السلاح الإعلامي لأن ذلك جزءا من الحرب النفسية التي تمارس ضد الشعوب ولكن المهم أن الشعوب تري سلوك امريكا في منطقة الشرق الأوسط وما تحدثة من فوضي لبعض الدول.
وأضاف أنه على الرغم من أهمية الإعلام إلا أن مثل هذا التوجه لا يمكن أن يؤدي إلى نتائج خاصة عندما يتزامن ذلك مع الحرب الإعلامية أو التجويع لذلك لا يؤثر ما تقوم به الولايات المتحدة على الشعب الإيراني.
منوها أن المواطنين الإيرانيين لم يشعروا بجدية هذه القنوات وكما أن الحكومة الإيرانية الرسمية لم تتعرض لها لان تلك القنوات تبث من أمريكا وبريطانيا وعده دول أوروبية والنظام الإيراني لم يلجأ لحجب هذه القنوات لأن المهتمين بالإعلام لا يجدون ضرورة في حجب هذه الوسائل لعدم جدواها.
و من القاهرة أشار د. احمد سيد احمد الخبير في الشؤون الأمريكية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أن إعلان الإدارة الأمريكية إطلاق قناة تليفزيونية ومواقع صحفية تأتي في إطار اتجاه السياسة الأمريكية لاحتواء النظام الإيراني وإسقاطه من الداخل وخاصة بعد الاحتجاجات في مدن مثل مشهد وقم وأيضا التي اندلعت احتجاجا على هبوط قيمة العملة الإيرانية وتأكيد الإدارة الأمريكية أنها تقف مع الشعب الإيراني ومحاولة للضغوط على إيران وحشد الجهود لتقليل واردات النفط من الدول الأخرى والتضييق على الشركات الأوروبية التي تتعامل مع ايران.
منوها أن تأثير بث هذه القنوات قد يؤدي إلى نتائج عكسية وخاصة بعد ترويج النظام الإيراني بأن هناك عملاء من الخارج يريدون إثارة الفوضى في البلاد.
ومشيرا إلى أن ذلك يأتي ف ظل قطع النظام الإيراني لبعض وسائل الاتصال وقد يكون وسيلة بديلة للتعرف على ما يجري في الداخل الإيراني وإن كان ذلك لن يؤثر على المدى القصير.
وأكد د أحمد سيد أحمد أنه في ظل المواجهات بين الدول تستخدم كل الوسائل ويمكن أن يؤثر هذا على الشعب مما يؤثر على النظام ككل… فأمريكا تلجأ لكل الوسائل لإحداث حراك شعبي والذي يهدف في نهاية المطاف إلي تغيير النظام وهذا يعود إلى مدى تقبل الداخل لما يحدث.
للمزيد من التفاصيل تابعوا برنامج "في العمق"…