وناقشت ورشة العمل جميع الأفكار والمقترحات التي من شأنها أن تسهل عملية الدخول إلى السوق السورية والمعوقات التي وكيفية تحاوزها بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والخاصة المعنية وطرحت أفكار جديدة من قبل العديد من الشركات التي قدمت مشاريعها ورؤاها لعملية المشاركة في إعادة إعمار سورية وخاصة بعد أن بدأت الحياة تعود إلى البلاد بشكل تدريجي بعد حرب دامت ثماني سنوات ومازالت في بعض الأجزاء من الجغرافيا السورية مستمرة لكن لا تؤثر كما تحدث المشاركون عن عملية البدء بإعادة البناء وانطلاقها في كافة المجالات في البنى التحتية والقطاعات الصناعية والحيوية والخدمية والمصرفية والتجارية وغيرها من القطاعات الأخرى.
في حديث خاص لوكالة "سبوتنيك" قال وزير الصناعة اللبناني الدكتور حسين الحاج حسن إن هناك ضرورات كثيرة لدفع عملية التعاون مع سورية والمشاركة في إعادة إعمارها بحكم العلاقات الأخوية بين البلدين وبحكم ضرورات الجغرافيا التي تفرض التعاون خاصة في إعادة الإعمار وفي مجالات أخرى بما يخدم مصلحة البلدين، وهناك رغبة في تفعيل هذا التعاون خاصة في ظل وجود إمكانات مهمة في لبنان لتفعيل هذا التعاون بين البلدين فعلى سبيل المثال هناك تعاون في مجال الترانزيت والتصدير والخبرات في مجالات مخالفة، لأنه يوجد عدد كبير من الشركات اللبنانية التي تملك خبرة كبيرة يمكنها أن تشارك في إعادة الإعمار وتقدم الكثير من الخدمات في مختلف القطاعات ، بالمقابل هناك بعض الممانعة السياسية في لبنان بهذا الخصوص، ومن يمانع في لبنان سياسيا سوف يرضخ مستقبلا أمام الحقائق التي تثبت أهمية وضرورة التعاون، وذكر الوزير الحاج حسن أن الدولة اللبنانية يقع على عاتقها وضع خطة مكتملة للخوض في هذا المجال، بالرغم من أنه لايزال هناك فريقا في لبنان غير مقتنع ولكنه سيقتنع مع الوقت.
من جانبه المدير العام لمؤسسة "الباشق" لإقامة المعارض وتنظيم المؤتمرات الدولية الأستاذ تامر ياغي أكد على أهمية تؤامة العلاقات الاقتصادية بين البلدين في لبنان وسورية، وتحدث عن أهمية دور رجال الأعمال والمجتمع الاقتصادي اللبناني ورجال الأعمال السوريين المغتربين في لبنان وفي الدول الأخرى في تقديم كل ما هو مطلوب في عملية إعادة الإعمار، منوها إلى الدور الكبير للذي تقوم به نقابة المهندسين اللبنانيين في بيروت في هذا الإطار ، وأشار ياغي في حديثه إلى أن المواطن اللبناني يعامل معاملة المواطن السوري في الحقوق و والواجبات ويحق له العمل في سورية والتملك وافتتاح شركات وفق القوانين المرعية بين البلدين وفي سورية تجاه رجل الأعمال اللبنانيين، وحث ياغي الجميع على المشاركة في بناء سورية مؤكدا أن الوضع الأمني بات جيدا في سورية والاقتصاد في حالة انتعاش وتطور مستدام وأنه لابد من وضع خطط والتنسيق مع القطاع الحكومي والخاص من أجل زيادة التفاعل بين سورية ولبنان على المستويين الشعبي والرسمي، لأن سورية تحتاج حاليا لأي خبرة من شأنها أن تشكل لبنة جديدة في عملية إعادة الإعم.
من جهته المهندس ألكسندر ميخائيلوف المدير العام لمجموعة شركات "جيراف" الروسية لصناعة المعدات الثقيلة الخاصة بالبناء وروافع بناء الأبراج كان خلال كلمته وتقديم عرض شركته قد أكد على رغبة شركته والكثير من الشركات الروسية في إعادة إعمار سورية منوها أنه لدى شركته رغبة كبيرة في العمل في سورية ودعم عملية إعادة الإعمار ليس فقط من أجل الربح وإنما كجزء من واجب الوقوف إلى جانب الشعب السوري الذي عانى من التدمير ومن ويلات الحرب كما عانى منها سابقا الشعب الروسي خلال حروب ماضية والذي لا توجد فيه عائلة إلا وقدمت الشهداء كما هو حال الشعب السوري هذه الأيام، وهذا ما يجعل الشعب الروسي يشعر بمرارة ما مر به الشعب السوري، وأكد ميخائيلوف أنه بتوحيد الجهود والإمكانات يمكن تشكيل قبضة قوية في وجه أعداء الشعبين وأشار ميخايلوف إلى أنه يتمنى أن ترتقي العلاقات الاقتصادية بين البلدين إلى مستوى علاقات التعاون العسكري والدبلوماسي السياسي وأن شركته سوف تبذل كل الجهود لأجل تحقيق ذلك ودعم إعادة الإعمار في سورية.
أنهى المؤتمر أعماله بعد إنجاز جميع المناقشات والمداولات وتم وتسجيل الاقتراحات والتساؤلات التي تحتاج الى توضيح أو تعديل من الجهات المختصة ما يساعد على تذليل المصاعب والعقبات التي تواجهها عملية الإعمار من جميع النواحي القانونية والاستشارية والاقتصادية وما يتعلق بها ليتم تذليلها وفق القوانين والإجراءات اللازمة لفتح الأبواب أمام الشركات والمستثمرين في سورية.
تقرير: نواف ابراهيم. بيروت