سبوتنيك. وأكد القائد على معرفة المقاتلين بجغرافيا المنطقة، وخبرتهم التي تمتد لسنوات في محاربة فصائل تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي (المحظور في روسيا)، وخاصة الفصائل الأجنبية منها والتي تضم مقاتلين من جنسيات أوزبكية وصينية وشيشانية وعربية.
وأضاف الفارس: هناك الآلاف من أفراد عشيرة بني عز في محافظة إدلب ممن حملوا السلاح منذ بداية الحرب للدفاع عن الوطن والأرض والعرض في وجه الإرهاب، وهؤلاء مقاتلون متمرسون خاضوا العديد من المعارك إلى جانب الجيش السوري، واكتسبوا خبرات قتالية عالية، مؤكدا: "سنكون مع الجيش يدا واحدة في معركة تحرير إدلب، كما كنا منذ بداية الحرب".
وأشار الفارس إلى أن قرية أبو دالي التي تعد مركزا لتجمع قواته، تعرضت في الفترة الأخيرة لهجوم كبير من الفصائل الإرهابية المسلحة، التي جوبهت بمقاومة باسلة من مقاتلي عشيرة بني عز، في معارك ضارية انتهت بتقدم قوات العشائر مع الجيش العربي السوري حتى تحرير مطار أبو الظهور العسكري في ريف إدلب الجنوب الشرقي.
ولفت الفارس إلى أن عددا كبيرا من أهالي محافظة إدلب حملو السلاح منذ بداية الحرب على سوريا، وكانو رديفا حقيقيا للجيش السوري في محاربة الارهاب الذي دخل إلى سوريا بهدف تدميرها، "حيث خضنا معارك ضارية إلى جانب الجيش السوري ضد المسلحين وخاصة بريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي".
وكان الشيخ أحمد المبارك قائد قوات عشائر بني عز في محافظة إدلب أكد خلال لقاء مع وكالة "سبوتنيك" منذ أيام قليلة مضت أن المعركة التي سيخوضها الجيش العربي السوري والقوات الرديفة لتحرير محافظة إدلب في الشمال السوري من سيطرة الجماعات الارهابية المسلحة، ستتم بالتنسيق بين القيادتين الروسية والسورية، متوقعا أن توفر القوات الروسية المساندة اللازمة والتغطية الجوية لعمليات الجيش في هذه المعركة، كما حصل في المعارك السابقة، كاشفا أن "المعارك التي خاضها الجيش السوري وقوات العشائر ضد المسلحين بريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي تمت بتنسيق عسكري مع الأصدقاء الروس من خلال تقديمهم الغطاء الجوي والاستشارات العسكرية والخبرات الهندسية، وقال: إن "قواته" المكونة من آلاف المقاتلين المتمرسين بالقتال، أنهت جميع استعداداتها لخوض معركة تحرير إدلب من المجموعات الإرهابية، وهي متواجدة على خط الجبهة الأول وتنتظر إشارة البدء من القيادة السورية لاستعادة محافظة إدلب من المسلحين الذين يمارسون أبشع أنواع الإرهاب بحق اهالي المحافظة.
وتنتشر في محافظة إدلب عدة فصائل مبايعة لـ"هيئة تحرير الشام" الواجهة الحالية لتنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي (المحظور في روسيا) والذي يحوي في صفوفه عددا كبيرا من المسلحين الأجانب (اوزبك — شيشان — ايغور وعرب) ويقدر عددهم بحسب تقارير إعلامية بأكثر من 35 ألف مقاتل.
وكان الجيش السوري أطلق بداية عام 2018 عملية عسكرية في الشمال السوري بدءا من محافظتي حماة وحلب باتجاه محافظة إدلب وتمكن خلالها من تحرير مدن استراتيجية كان أهمها أبو الضهور وسنجار، بالإضافة إلى تأمين شريان حلب عند محور خناصر، وبعد تدخل للوساطة التركية ووعدها بالقضاء على التنظيمات الإرهابية في إدلب وأهمها (جبهة النصرة) خلال هذا العام، وافقت الحكومتان السورية والروسية على تهدئة مدتها ثلاثة أشهر قابلة للتجديد في حال المصداقية، ولكن خلال هذه المدة تمكنت الجماعات المسلحة من إعادة بناء نفسها من جديد وإنشاء خطوط دفاعية جديدة.
وحاولت الجماعات المسلحة خلال هذه المدة إحراز تقدم على حساب الجيش السوري وشنت عدة هجمات عسكرية باءت بالفشل ومن أهمها، الهجوم على بلدات سرجة، إعجاز، كفريا في شهر شباط الماضي، والهجوم على محور مداجن بلدة كراتين، وعلى محاور تل كلبة والكتيبة المهجورة في محيط مدينة أبو الضهور، كما استهدفت عشرات المرات بلدتي الفوعة وكفريا بالقذائف الصاورخية والرصاص المتفجر الذي أوقع عدة مدنيين جرحى ومصابيين فيهما، قبل نجاح الاتفاق الذي أفضى الى إخراج أهالي البلدتين بأمان إلى مناطق سيطرة الدولة السورية.
كما حاول إرهابيو ما يسمى حراس الدين "الايغور" و"جبهة النصرة" وأمام أعين "النقاط التركية" في مورك بريف حماة، الهجوم على نقاط الجيش السوري في تل بزام شمالي مدينة صوران، إلا أن محاولتهم باءت بالفشل الكامل وسقط منهم عشرات القتلى ودمرت لهم عشرات الآليات.
وبالرغم من جميع هذه الخروقات، حافظت القوات السورية على ضبط النفس وحثت المدنيين على الابتعاد عن نقاط وتجمعات الإرهابيين والعودة إلى قراهم المحررة عبر معبر إنساني في مدينة أبو الضهور، كان للجانب الروسي الدور الكبير في إنشائه والإشراف على عمله وحمايته.
وفي مقابلة له مع وسائل إعلام روسية أمس الخميس أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أن محافظة إدلب هي الهدف القادم للجيش السوري.
وقال الأسد: "منذ بداية الحرب، عندما بدأ الإرهابيون بالسيطرة على بعض المناطق في سوريا، قلنا بوضوح أن هدفنا كحكومة هو تحرير كل شبر من الأراضي السورية".
وتابع: "انتهينا من تحرير الغوطة، وسننتهي من تحرير الأجزاء الجنوبية الغربية من البلاد، والآن هدفنا هو إدلب — على الرغم من أن إدلب هي ليست الهدف الوحيد".