يأمل مستشارو ترامب في دعوة زعماء دول الخليج لحضور قمة في واشنطن هذا الخريف، رغم إصرار المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على عدم التنازل عن مطالبهما، وفقا لتقرير صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وبحسب الصحيفة البريطانية، يعتقد القطريون أنه لا يمكن إحراز أي تقدم في النزاع الخليجي دون تدخل الولايات المتحدة، وأن الانهيار القائم منذ عام في وحدة الخليج يضر بالمصالح الأمريكية.
وذكرت "الغارديان" أن زعماء دول الخليج يعترفون سرا بأنهم عالقون بصورة جماعية في خلاف يبدو بشعا وأحيانا تافها، ويشوه صورة الدول العربية في عيون الغرب.
ومعظم الدعايا، مثل تأجير المتظاهرين، معدة من أجل الإعلام العربي المحلي، لكنهم يصرون على أن القضايا الأساسية الموجودة على المحك مهمة للغاية بحيث لا يمكن التخلي عنها، وأنَّ العائلة الحاكمة المستقلة بتفكيرها في قطر هي الملُومَة.
وذكرت الصحيفة أن الأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة للولايات المتحدة هو احتمالية أن تجد إيران وقطر نفسيهما مدفوعتين باتجاه بعضهما في تحالف دبلوماسي يولَد من خضم العزلة المشتركة في حال استمر الخلاف الخليجي، وهو ما قد يكلف واشنطن ثمنا باهظا إذا تركت الخلاف يتفاقم.
وفي 5 يونيو/ حزيران الماضي قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر وفرضت عليها حصارا بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.
وكخطوة في سبيل حل الأزمة، تقدمت الدول العربية الأربع عبر الوسيط الكويتي بقائمة من المطالب، ضمت 13 بندا، مقابل رفع الإجراءات العقابية عن قطر؛ غير أن الأخيرة رفضت جميع هذه المطالب، واعتبرتها تدخلا في "سيادتها الوطنية".
وبالمقابل، طلبت قطر علنا، وعبر الوسيط الكويتي ومسؤولي الدول الغربية، من الدول العربية الأربع الجلوس إلى طاولة الحوار، للتوصل إلى حل للأزمة؛ لكن هذا لم يحدث حتى الآن.
وتبذل الكويت جهود وساطة للتقريب بين الجانبين، إلا أنها لم تثمر عن أي تقدم حتى الآن.
وقال وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن، في تصريحات اليوم، إن الوساطة الكويتية "ما زالت موجودة، غير أن فرص الحل أصبحت بعيدة"، مشيرا إلى أن العلاقة لن تعود إلى سابق عهدها مع هذه الدول، حال انتهت الأزمة؛ واصفا مواقف وإجراءات الدول الأربع بـ "العدائية" تجاه بلاده.
واعترف الوزير القطري بأن "دولا أجنبية تحاول أن تدلو بدلوها من أجل حل الخلاف، غير أن "المجتمع الدولي أصبح يعبر عن ملل من الأزمة الخليجية"، في ضوء "عدم وجود بوادر للحل".