وقال الحديثي:
"بعد أن تحقق النصر العسكري على الإرهاب كان الدعم المقدم من التحالف الدولي، والأمريكي، المستوى اللوجستي في الجوانب العسكرية من التدريب والتأهيل والغطاء الجوي".
وأضاف الحديثي، بعد أن أنجزنا مهمة النصر على الإرهاب، بطبيعة الحال أشكال الدعم الأمريكي ومن دول التحالف، سوف تتغير للتوائم مع متطلبات المرحلة القادمة، سيتحول إلى دعم في جزئه الأكبر أمني لتأهيل القوات وتدريبها بالإضافة إلى الدعم التسليحي، والمعلومات الاستخبارية.
وأكمل: "لهذا أن عدد الخبراء والمستشارين الأمريكان الذين عملوا في العراق خلال الفترة السابقة كان مرتبطا بظروف الحرب على الإرهاب ووجود تنظيم "داعش" وسيطرته على مناطق عديدة من البلاد، واليوم بعد تحرير مدن العراق واستعادة الأرض، هناك توجه لدى الحكومة لدراسة تقليل وتخفيض هذا العدد من الخبراء والمستشارين الأمريكان".
وأوضح الحديثي أن هذا الدعم الأمريكي الذي يروم العراق، التحول إليه، يتلاءم مع متطلبات المرحلة القادمة في ما يتعلق بالجوانب الأمنية والتصدي للخطط الإرهابية وتنظيم "داعش" ومجاميع الإرهاب الأخرى، وأيضا استمرار تدريب القوات لتطوير إمكانياتها، والمعلومات الاستخبارية، معبرا ً "هذا ما نعمل عليه في إطار المناقش بالنسبة للحكومة العراقية".
وعن العدد الكلي للخبراء والمستشارين الأمريكيان المتواجدين في العراق، أخبرنا الحديثي، بإن المجموع الكلي بلغ ذروته حوالي 5 آلاف خبير ومستشار عندما كان تنظيم "داعش" الإرهابي على أجزاء من البلاد سابقا.
ويشير الحديثي إلى أن موضوع تخفيض عدد المستشارين، مرتبط بالحاجات الميدانية على الأرض وهذا يقرره القادة العسكريون والفنيون والمتخصصون في الشأن الأمني، لافتا إلى أن القرار ليس سياسي بل عسكري أمني خالص حسب الاحتياجات والمتطلبات ونوع الدعم الذي تتطلبه المرحلة المقبلة من قبل الجانب الأمريكي.
ويؤكد الحديثي أنه سوف يتم الاتفاق على طبيعة هذا الدعم وأشكاله ومداه وفقا لهذا سيتم تحديد الأعداد ولا يمكن الحديث عن عدد معين حاليا، مذكرا بقوله "كما قلت أي تخفيض أو تقليل سيتم بصورة تدريجية وليس مفاجئة وحسب مقتضيات الوضع الميداني على الأرض ويقرره القادة العسكريون في ما يتعلق بحاجات العراق".
وفي ختام حديثه، نوه الناطق الرسمي بإسم الحكومة العراقية، إلى أن عدد المستشارين والخبراء من أمريكا ودول التحالف والدول التي قدمت دعما واستشارة ومساندة للعراق، وصل بأقصى مستوياته إلى 8 آلاف، منهم 5 آلاف من الخبراء والمستشارين الأمريكان عندما كان "داعش" يسيطر على مناطق من العراق والقوات العراقية تخوض قتالا بريا لتحرير الأرض.
الجدير بالذكر، أن رئيس مجلس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، استقبل مطلع الشهر الحالي، وفدا رفيع المستوى من مجلس الشيوخ الأمريكي، ضم السيناتور لينذري غراهام وهو عضو جمهوري عن ولاية ساوث كارولاينا، وعضو في التخصيصات المالية ولجنة القوات المسلحة والسيناتور اليزابيث وارن عضو ديمقراطي عن ولاية ماساتشوست وعضو لجنة القوات المسلحة والسفير الأمريكي في العراق، دوغلاس سيليمان والجنرال بول فنك قائد قوات التحالف الدولي في العراق وسوريا وعددا من المستشارين في المجلس.
حسب بيان حينها صدر عن مكتب العبادي، وحصلت مراسلتنا على نسخة منه، جرى خلال اللقاء مناقشة العلاقات بين البلدين ودعم العراق في جميع المجالات والأوضاع في المنطقة، ومنها تخفيض عدد المستشارين الأمريكيين.
وأكد الوفد وقتها، لرئيس الحكومة العراقية، مواصلة الدعم للعراق في مجالات التدريب والتسليح.
وأعلن العراق تحرير كامل أراضيه من قبضة "داعش" الإرهابي، في 10 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد نحو 3 سنوات من الحرب.