وأضاف عثامنة، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن التجارب الفاشلة التي خاضتها الولايات المتحدة في العديد من البلدان عسكريا جعلتها تغير طريقتها، وأنها تسعى للحضور الناعم في المشهد الليبي من خلال بعض الموازنات والمقاربات، والدفع نحو إجراء الانتخابات الليبية كما طالبت من قبل.
وتابع: "هناك أطماع من الدول كافة في الملف الليبي فهي تحاول صياغة هذه الأطماع في شكل استثمارات وعمليات تنمية، إلا أنه يمكن التمييز بين الاستثمار والاستعمار"، حيث زاد الأخير على الأول في الفترات الماضية من خلال الوجود الفرنسي في الجنوب، وكذلك الرغبة الإيطالية في فرض سيطرتها وعلو النزعة الاستعمارية باعتبارها شريكا في صناعة القرار في المشهد الليبي.
وأضاف: "وتناسوا جميعا موقف الشعب الليبي وسيادة قراره، وهو ما يتضح جليا في صراع شركات النفط التي لا يمكن استبعاد الحضور الأمريكي بشأنها على الرغم من أن العالم بدأ يتجه إلى الطاقة البديلة، إلا أن النفط الليبي لا يزال يشكل مطامع دولية من دول عدة".
من ناحيته قال عضو مجلس النواب الليبي أيمن سيف النصر، إن الدول التي تتدخل في الملف الليبي تعنيها مصالحها في المقام وأن الولايات المتحدة حضرت في المشهد الليبي في الوقت الراهن من أجل النفط خاصة مع الاستعداد لفرض عقوبات على النفط خلال الفترة المقبلة، وهو ما يدفعها للحضور في المشهد الليبي لضمان السيطرة على عملية ارتفاع الأسعار إثر العقوبات المرتقبة على إيران.
وأضاف، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، أن "الداخل الليبي يستنكر التصريحات المتبادلة بين الدول وبعضها بشان ليبيا وكأنها تركة لهم يقسمونها كيفما أرادوا، وأن عمليات الاستثمار لها الضوابط والقوانين والمؤشرات التي تضعها بعيدا عن النزعة الاستعمارية، وأن ليبيا بها الكثير من المقومات لعمليات الاستثمار التي يمكن أن تستثمر بشكل أمثل ما يحقق التوافق بين الداخل والخارج ويضمن التنمية لأبناء الوطن".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن أن بلاده بدأت التخطيط لحوار استراتيجي مع إيطاليا بهدف تعزيز التعاون في العديد من القضايا، من بينها الأمن في منطقة البحر المتوسط.
وتسعى الولايات المتحدة لتعزيز وجودها بحسب الخبراء خاصة في ظل وجود بعض الشركات العاملة في النفط في الداخل الليبي ومنها:
إكسون موبيل الأمريكية
شركة موبيل هي أمريكية متعددة الجنسيات. وقد استأنفت نشاطها في ليبيا في عام 2005، عقب رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على ليبيا، وفي سبتمبر/ أيلول من العام 2013، قالت الشركة إنها ستقلص عملياتها وعدد موظفيها في ليبيا، مبررة ذلك بأنه لا داعي للإبقاء على نشاط كبير في ظل تدهور الوضع الأمني.
ويقع مقرها الرئيس في آرفينج بولاية تكساس توظف شركة إكسون موبيل، ويعمل بها أكثر من 82 ألف شخص في جميع أنحاء العالم، مع ما يقرب من 4000 موظف في المقر و27 ألف شخص في هيوستن.
أوكسيدنتال بتروليوم الأمريكية
بدأت شركة أوكسيدنتال بتروليوم أعمالها في ليبيا منذ عام 1965، وتعمل في مجال التنقيب، وتوقفت عن العمل أثناء فرض العقوبات الأمريكية على ليبيا عام 1986، وعادت مجددا 2004 بعد رفع الحصار، وفي عام 2008 وقعت الشركة خمسة عقود تنقيب وإنتاج بالمناصفة مع المؤسسة الوطنية الليبية للنفط، كما نجحت في تمديد آجال عقودها في البلاد.
في عام 2011، سحبت الشركة كوادرها من البلاد بسبب الأوضاع الأمنية، وفي أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام كانت الشركة أول شركة أجنبية تعاود نشاطها بشكل فعلي في البلاد من خلال حقل النافورة.