وقال الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، في تغريدة عبر "تويتر": "أرحب بإعلان الرئيس أشرف غني وقفا ثانيا لإطلاق النار مع طالبان في أفغانستان، وأشجع طالبان على إظهار حرصها على الأفغان باحترامها الهدنة".
ودعا غني حركة طالبان، في وقت سابق من اليوم، إلى هدنة من العمليات القتالية تبدأ اعتبارا من يوم غد، الاثنين، ولمدة ثلاثة أشهر بالتزامن مع عيد الأضحى، لكنه شدد على أن الهدنة لن تصبح سارية المفعول إلا بإعلان الحركة موافقتها.
I welcome President @ashrafghani’s announcement of a second #ceasefire with the Taliban in #Afghanistan. I encourage the Taliban to demonstrate their concern for Afghans by respecting it.
— Jens Stoltenberg (@jensstoltenberg) August 19, 2018
ونقل التلفزيون الحكومي عن الرئيس الأفغاني قوله، في كلمته بمناسبة عيد الاستقلال، "ابتداء من الغد، الذي يصادف يوم عرفة، ولغاية ذكرى ولادة الرسول [محمد والذي يوافق 8 تشرين الثاني/ نوفمبر]، وبشرط أن تقوم طالبان أيضا بإعلان وقف لإطلاق النار خلال هذه الفترة أو أي وقت يحددونه أعلن وقفا لإطلاق النار".
وأضاف غني "إعلان هذه الهدنة تعني أن وقف إطلاق النار يجب أن يراعى من كلا الجانبين، كما أن الالتزام أو الاستمرار بمدتها الزمنية منوط بموقف حركة طالبان في هذا الصدد".
وجاء قرار الحكومة الأفغانية بعد مشاورات مستفيضة عقدها غني على مدى الأيام الماضية مع معظم شرائح المجتمع الأفغاني وفي مسعى لمعرفة نبض الشارع وتلافي النقاط السلبية خلال الهدنة الأولى في عيد الفطر.
وأوضح الرئيس الأفغاني بأن قرار إعلان الهدنة اتخذ "احتراما لدعوات رجال الدين الذين اجتمعوا في مؤتمر مكة المكرمة ومنظمة التعاون الإسلامي وخادم الحرمين الشريفين".
ومع إعلان الرئيس غني فإن الأنظار تتجه لما تسفر عن قرار "شورى كويته" أو مجلس قيادة طالبان في هذا الإطار.
وكانت الحركة قد صعدت في الآونة الأخيرة من عملياتها ضد القوات الحكومية، والهجوم الأبرز شنته على مدينة غزني الاستراتيجية وسط البلاد قبل نحو أسبوعين، عندما هاجم الآلاف من عناصرها المدينة تحت جنح الظلام وسيطروا على أجزاء واسعة من المدينة لكن النقاط الحيوية بقت بأيدي السلطات.
وشهدت غزني معارك طاحنة أسفرت عن مقتل اكثر من 130 رجل امن ومدني فضلا عن مصرع مئات العناصر من طالبان.
وتشهد أفغانستان، منذ مطلع شهر أيار/ مايو الماضي، ارتفاعاً ملحوظا في العمليات والمعارك العنيفة بين القوات الأمنية الداخلية مدعومة بقوات أمريكية وأخرى من حلف شمال الأطلسي (ناتو)، في إطار مهمة "الدعم الحازم"، وبين مسلحي حركة طالبان الذين كثفوا هجماتهم منذ الإعلان عن انطلاق العمليات الربيعية تحت اسم "الخندق".
وأعلنت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان، في منتصف تموز/ يوليو الماضي، تسجيل أعلى عدد للضحايا المدنيين خلال النزاعات، في الأشهر الستة الأولى من 2018، إذ قتل 1692 مدنيا في الفترة من الأول من كانون الثاني/ يناير وحتى 30 حزيران/ يونيو 2018.