ويتم التحكم في تطوير جميع الكائنات الحية متعددة الخلايا تقريبا من قبل اثنين من العوامل هما: الانتقاء الطبيعي والجنسي، ففي الحالة الأولى، يجري التطور عن طريق تغيير الظروف البيئية، وفي الحالة الثانية، عن طريق التنافس فيما بين الأنواع لإتاحة الفرصة لمواصلة جنسهم، وفي هذا الصراع، تفوز الأفراد "الأكثر جمالا"، مما يؤدي إلى ظهور مثل هذه الحلي غير المفيدة: ذيول الطاووس أو أمشاط الديكة التي لا تساعد ولكن تمنع البقاء على قيد الحياة.
وقام العلماء بجمع أصداف ثلاثمائة نوع من الرخويات الموجودة حاليا والتي عاشت على ساحل المحيط الأطلسي في آخر خمسة ملايين سنة، ومقارنتهم فيما بينهم.
وكما تبين، فإن "طريقة الحياة النشطة" كان لها تأثير سلبي للغاية على طول مدة وجود هذه الأنواع من اللافقاريات، فكلما كانت عملية الاستقلاب أسرع، كانت حياتها التطورية أقصر، وكان هذا واضحا بشكل خاص في النظم الإيكولوجية المغلقة والمزدحمة، حيث كان من الصعب "الهروب" والانتشار في مناطق أخرى.
واختتم بروس ليبرمان من جامعة أكسفورد في بريطانيا العظمى: "يبدو أن التطور يساهم في بقاء أكثر المخلوقات بطيئة الحركة واللامبالية على قيد الحياة، فكلما كانت عملية الاستقلاب لديك أبطأ ، كلما زادت فرص أن يستمر النوع بالحياة لفترة أطول، ويبدو لي أننا نحتاج إلى تغيير الشعار، ليصبح: ينجو الأكثر كسلا وليس الأكثر تكيفا".