ويعرب البنتاغون عن استعداده لشن هجوم صاروخي كبير على المنشآت العسكرية في البلاد. بينما تحاول وزارتا الخارجية والدفاع الروسيتان تخفيف حدة التوتر. وتصران على أن التقارير حول الهجوم الكيميائي ليست إلا استفزازا جديدا من المسلحين.
ووصف مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون هذه الإجراءات بـ"الرد الحاسم" على خطط الحكومة السورية لاستئناف العمليات العسكرية في إدلب. وأوضح أنه في حال استخدم الأسد الأسلحة الكيميائية هناك، فسيتعرض لهجوم صاروخي أقوى بكثير من ذي قبل.
وردت وزارة الدفاع الروسية على الفور على تحركات السفن والطائرات الأمريكية، مشيرة إلى نوايا واشنطن لاستغلال الهجوم الكيميائي المنظم من قبل المسلحين. ووفقا لوزارة الدفاع فإن المخابرات البريطانية تشارك في إعداد الاستفزاز. حتى أن الجيش الروسي يعرف المكان المحدد لتنفيذ هذه المسرحية. وأكد الجيش على أن ضربات بالذخيرة المزودة بالمواد السامة ستنفذ في القريب العاجل في بلدة كفرزيتا في محافظة إدلب السورية، إلى حيث وصل مختصون أجانب ناطقون باللغة الانجليزية.
كما شنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عملية عسكرية في 14 نيسان/أبريل من عام 2018، وفقا لسيناريو مشابه. فقد أطلقت على سوريا أكثر من 100 صاروخ مجنح.
ووفقا للخبير العسكري الروسي يوري ليامين، ففي حال قرر الأمريكيون توجيه الضربة، سيتم استهداف القواعد العسكرية الكبيرة والمنشآت الحكومية، مثل القصر الرئاسي ومباني الوزارات في محاولة لتقويض الهيكل الإداري للجيش السوري. وأشار إلى أن زيادة عدد الأهداف المحتملة محفوفة بعواقب كارثية على البنية التحتية السورية. إذ كل ما كان نطاق الصواريخ أوسع، كلما زادت صعوبة اعتراضها.
ويربط الخبير إجراءات الولايات المتحدة بنجاحات القوات الحكومية السورية، إذ أن إدلب آخر معقل للمسلحين المتشددين. وقد تجمع فيها العديد من الإرهابيين، الرافضين الاستسلام من جميع أنحاء البلاد. ولا يعتزم هؤلاء الإرهابيون إلقاء السلاح. وفي حال تمكن الجيش السوري من التخلص منهم، فلن يبقى لهم أراضي لنشر قواعد التجهيز ومقاعل الهجوم. وستخسر بذلك الولايات المتحدة حجتها للبقاء في سوريا.
وأشار ليامين إلى أن هزيمة المسلحين في إدلب ستعزز مواقف الحكومة السورية وحلفائها والأمريكيون يدركون أن الهجوم الصاروخي سيؤخر من العملية.