وأفاد موقع "فيونوي أوبوزرينيي" الروسي أن سبب إنشاء هذه المنطقة يكمن في عرقلة الوصول إلى الحدود البحرية لسوريا، وخاصة بعد التهديدات الأخيرة من قبل واشنطن حول احتمال تنفيذ هجوم صاروخي أكثر قوة على مواقع الجيش السوري الاستراتيجية.
وتبرر الولايات المتحدة الضربة الجديدة بالخطة المعتادة لسيناريو الهجوم الكيميائي الاستفزازي، كما حدث في ربيع عام 2018، إلا أن الأمور لم تسر بسلاسة في هذه المرة بالنسبة للبيت الأبيض، حتى أن إمكانية قدرة الولايات المتحدة على تنفيذ ضربة فعالة قيد النقاش.
وقد غادرت المدمرة "كارني" مياه البحر الأسود، يوم 28 آب/أغسطس، واتجهت إلى البحر المتوسط. وتحمل على متهنا 56 صاروخ "توماهوك".
وبذلك تملك الوحدات الأمريكية 140 صاروخ "توماهوك"، للمشاركة في الضربة الجديدة على سوريا، ومن المخطط إطلاق 84 منها من مياه البحر المتوسط.
وإذا نظرنا إلى المسألة من الناحية العسكرية الفنية، فسنحصل على التفاصيل التالية: أولا، نظرا إلى التوزيع الحكيم من الناحية التكتيكية في شرق المتوسط، حيث توجد 3 فرقاطات روسية، هي "الأميرال غريغورييفيتش" و"الأميرال إيسين" و"الأميرال ماكاروف"، المزودة بمنظومات الدفاع الجوي "شتيل-1"، إضافة إلى الطراد "مارشال أوستينوف، الذي يحمل على متنه صواريخ "إس-300إف"، نحصل على مظلة قوية مضادة للصواريخ، تغطي مساحة 170 كم من المجال الجوي فوق المياه الإقليمية اللبنانية.
كما تشكل منظومتا الدفاع الجوي "إس-400" و"إس-300" مظلة مماثلة على طول الساحل السوري.
أي أن جميع مسارات "توماهوك" من خلال المجال الجوي اللبناني، تقع في مجال منظومة "شتيل-1" و"فورت-إم".
وبذلك فإن الجزء الأكبر من صواريخ "توماهوك"، التي قد تطلق من البحر المتوسط ستعترض بواسطة أنظمة الدفاع الجوي المذكورة، خاصة أن الضربة الأمريكية قد تؤدي إلى عرقلة عملية دمشق وموسكو في تطهير إدلب، التي سيؤدي نجاحها إلى استقرار الأوضاع في الضفة الغربية للفرات وسلامة والمعدات العسكرية التقنية والجيش في قاعدة حميميم.
وقد أجبرت كل تلك العوامل القوات البحرية الأمريكية والناتو على التخلي عن خطط توجيه الضربات على سوريا من البحر المتوسط. ولابد أن وزارة الدفاع الأمريكية تخطط حاليا لضربات لا يمكن التنبؤ بها ويصعب اعتراضها، باستخدام قاذفات القنابل الاستراتيجية بي-1بي "لانسر"، إضافة إلى الصواريخ التكتيكية الخفية "جاسم-إي آر".
لكن ما يدعو للقلق، هو إمكانية استخدام منظومات الصواريخ التكتيكية "ATACMS"، المتمركزة في الضفة الشرقية للفرات، حيث "قوات سوريا الديمقراطية"، الخاضعة لأمريكا، لتنفيذ الإجراءات العدوانية.