شيعت البصرة الغنية بالنفط والتي يعتمد عليها الاقتصاد العراقي بنسبة كبيرة جداً، أبناءها الذين قتلوا أثناء مشاركتهم في التظاهرات التي دخلت شهرها الرابع للمطالبة بالخدمات والعيش الكريم، ولعل أبرزهم الشاب مكي ياسر الذي شارك في معارك تحرير الأرض من "داعش".
أفادت مفوضية حقوق الإنسان العراقية، لـ"سبوتنيك"، اليوم الأربعاء، بمقتل وإصابة واعتقال أكثر من 100 شخص، خلال التظاهرات في أقصى جنوب العراق.
وأعلن عضو المفوضية، علي البياتي، في تصريح لمراسلتنا في العراق، اليوم، مقتل 6 مدنيين، وإصابة 67 آخرين من بينهم 40 مدنيا والبقية من الأجهزة الأمنية، في حصيلة أولية، خلال التظاهرات في محافظة البصرة.
وأضاف البياتي، كما وثقت المفوضية في الحصيلة الأولية للتظاهرات على مدى الـ24 الساعة الماضية، في البصرة اعتقال 30 متظاهرا من قبل الأجهزة الأمنية.
وأكمل عضو المفوضية، كما رافق الاحتجاجات، أضرار مادية تمثلت بإحراق الكرفانات الخاصة بمبنى محافظة البصرة.
وأفادت مراسلتنا، نقلا عن متظاهرين والصور التي بثتها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها "فيسبوك"، و"إنستغرام"، بأن القوات الأمنية استخدمت الرصاص الحي في تفريق المتظاهرين من أمام مبنى محافظة البصرة، مما أثار غضب المحتجين واقتحامهم للمبنى وإحراقه بالكامل.
وعمت التظاهرات مناطق عدة من البصرة تركزت أغلبها في وسط المحافظة، ليس فقط التنديد بالخدمات المعدومة، والمياه المالحة والسامة، بل لتغيير الحكومية المحلية للبصرة، وإقالة المسؤولين الكبار فيها خلفية العنف الذي تم استخدامه في قمع التظاهرات السلمية.
وقطع المتظاهرون منذ ليلة أمس، طرقا رئيسية تربط المحافظة بالمحافظات المجاورة لها ومنها ميسان، والطريق إلى بغداد، والمناطق الحدودية، وبعض الجسور الاستراتيجية منها التنومة الواقع على كورنيش شط العرب.
يذكر أن وزارة الصحة العراقية أعلنت، صباح اليوم الأربعاء، مقتل 5 متظاهرين وإصابة 68 بينهم عناصر من القوات الأمنية، في حصيلة للأحداث التي شهدتها محافظة البصرة منذ أمس.
وأعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في العراق، الأربعاء 29 أغسطس/ آب الماضي، ارتفاع أعداد المصابين بحالات مرضية في الجهاز الهضمي، جراء تلوث المياه في محافظة البصرة جنوبي البلاد، وارتفاع نسبة الملوحة في شط العرب إلى 18 ألف حالة، وحذرت من ازدياد الحالات واحتمال تطورها إلى وباء الكوليرا.
وكانت محافظة البصرة قد شهدت، مساء الأحد الماضي، صدامات بين متظاهرين مطالبين بتوفير الماء الصالح للشرب والقوات الأمنية، التي استخدمت الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين بالقرب من مبنى مجلس الحكومة المحلية في المحافظة.