وأظهر مقطع فيديو نشرته قناة "الجزيرة" القطرية اللواء حفتر وسط مجموعة من مؤيديه وهو بصدد تهديد الجزائر، يؤكد إمكانية نقل الحرب في لحظات إلى الحدود الجزائرية، مضيفا أن السلطات الجزائرية اعتذرت عن التصرف "الفردي" للجنود الجزائريين، وتوعدت بإنهاء هذه الأزمة في غضون أسبوع واحد، ونشرت صحف "الخبر" و"الشروق" و"النهار" و"البلاد" الجزائرية هذا الفيديو.
وبحسب الفيديو، قال حفتر خلال لقاء مع مواطنين ليبيين إن "جيشه لن يسمح بحبة رمل من أرض بلاده"، وأضاف أن "الحرب القائمة في بلاده بين الميليشيات الليبية ستنتقل إلى الجزائر خلال أسبوع".
كما قال إن "الجزائريين لو حاولوا الدخول إلى أرض ليبيا فيمكن لجيشه أن يقلب الموازين ويشن حربا على الجزائر".
وقال تلفزيون "النهار" الجزائري إن "حفتر تناسى أو أنه لا يعلم أن عقيدة الجيش الشعبي الجزائري أنه لا يتدخل خارج الحدود الجزائرية كما نسى أن السياسة الجزائرية تعتمد على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول"، مضيفا أن "التصريحات ربطها البعض بخرجات حفتر لأجل الحملة الإنتخابية للرئاسيات المزمع خوضها في ليبيا العام المقبل".
وقالت صحيفة "الشروق" إن "تصريحات حفتر تشكل تحديا لجهود الوساطة التي تقوم بها الجزائر بين فرقاء الأزمة الليبية التي طال أمدها، حيث سعت الجزائر منذ اندلاع الأزمة في ليبيا إلى بذل جهود لحلها، كما استقبلت العاصمة الجزائر وفودا ليبية من جميع الأطراف للوصول إلى حل يرضي الجميع".
وعّر جزائريون عن غضبهم مما وصفوه بـ"تطاول المشير خليفة حفتر على الجزائر" وضجت مواقع التواصل الإجتماعي بتغريدات ومنشورات حذروا فيها حفتر من عواقب التعرض للجزائر بسوء ولو بالتصريحات.
ووصف رئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري تصريحات المشير خلفية بأنها "جرأة غير مسبوقة لا يمكن للجزائريين أن يتحملوها وأن يقبلوها"، مضيفا أن "المطلوب جزائريا توضيح ما حدث للرأي العام، وما هي الإجراءات السياسية والدبلوماسية التي ستتخذها السلطات عندنا للرد على هذه الإهانة".
وهاجم الإعلامي محمد يعقوبي، المشير حفتر وأبدى تعجبه من أنه كيف يهدد الجزائره في حين أن "نصف شعب بلده (ليبيا) يهدد النصف الآخر"، كما قال الباحث الجزائري، يحيى جعفري إن "قوات حفتر تهديد قائم وخطر حقيقي والمعطيات الجيوسياسية في صالحه كخنجر يزداد سمية كل يوم، والواجب هو التضييق عليه وخنقه في المهد بالطرق الممكنة".
وحاولت "سبوتنيك" التواصل مع المتحدث باسم الجيش الليبي، العقيد أحمد المسماري، للتعليق على هذا الفيديو، ولكنه لم يرد.