وقال مراسل سبوتنيك: إن سلاح الجو في الجيش السوري شن اليوم عدة غارات على مواقع وتجمعات مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا) بعمق تلول الصفا، خلال الساعات الأخيرة أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الإرهابيين، في وقت استمرت فيه القوات المهاجمة بالتقدم في عمق الجرف الصخري الذي يحوي العديد من الكهوف والمغاور التي يتخذها المسلحون تحصينات طبيعية لهم.
وأضاف مراسل "سبوتنيك" إن سلاح المدفعية ومدافع شيلكا الذاتية الحركة تستمر بتوفير الغطاء للقوات المهاجمة الساعية لتثبيت نقاط جديدة متقدمة لها، من خلال القصف المتواصل لتحركات الإرهابيين في الجروف الصخرية، واستهداف قناصيهم المتمركزين بين الصخور، لافتا إلى أن نحو ستة كيلومترات لا تزال تفصل بين القوات السورية المهاجمة وبين السيطرة على التلتين البركانيتين الحاكمتين في عمق التلول واللتين يعني تحريرهما إعلان كامل البادية الشرقية لمحافظة السويداء خالية من أي وجود لمقاتلي التنظيم المتطرف، إذ تتقدم القوات من عدة محاور يشكل مجموعها طوقا يطبق الحصار على الجيب الداعشي الأخير في المنطقة، ويزحف باتجاه العمق.
ولفت مراسل "سبوتنيك" إلى أن طبيعة المعركة في تلول الصفا أخذت شكلا جديدا مع إطباق الحصار الشامل على مقاتلي "داعش"، ومع سيطرة الجيش السوري على معظم منابع ومصادر المياه، حيث بات الإرهابيون يبدون مقاومة شديدة تتمثل بعمليات الانتحار الجماعي بعد إطباق الحصار عليهم وإفشال جميع محاولات فرارهم باتجاه منطقة التنف، حيث تقوم مجموعات بأكملها بشن هجمات معاكسة على نقاط الجيش بغية الوصول إلى منابع المياه وكسر الحصار المطبق عليهم، موضحا أن معظم هذه المجموعات تم سحقها، وفي المقابل أصيب بعض الجنود السوريين خلال اليومين الماضيين بشظايا الصخور الناجمة عن رمايات مقاتلي "داعش".
وأشار المراسل إلى أن التلتين المذكورتين هما فوهتا بركان خامد، وكلما تقدمت القوات باتجاههما ازدادت الطبيعة الجغرافية المعقدة والصعبة للصخور البازلتية ما يشكل عوائق طبيعية أمام التقدم، وأمام عمليات "الإمداد والإخلاء" وبالتالي فإن سمة الهجوم للقوات السورية اتسمت خلال الأيام الأخيرة بالتقدم البطيء، ولكن "الفعال".
وتواصل وحدات من الجيش الجيش السوري بالتعاون مع القوات الرديفة تقدمها على مختلف محاور القتال في تلول الصفا ذات التكوين الجيولوجي المعقد، وقد سيطرت خلال الأيام الماضية على نقاط حاكمة وعلى العديد من المغاور والكهوف التي كان يتخذها إرهابيو تنظيم "داعش" كمقرات ونقاط تحصين، وألحقت بالتنظيم خسائر فادحة، ما أدى إلى انهيار واضح في صفوفه بعد تدمير خطوط دفاعه وحرمان مقاتليه من معظم المصادر المائية وإفشال محاولات فرارهم خارج المنطقة ما يجعل أمر تطهير كامل التلول مسألة وقت لا أكثر.