وقد ذكرت تيد غالين كاربنتر في مقاله في مجلة "ناشيونال إنترست" أن أنصار سياسة التدخل الأمريكية، "مثل عضو الحزب الجمهوري ماركو روبيو، كما يبدو لم ينتهوا من هدر أرواح الأمريكيين وأموال دافعي الضرائب في العمليات العسكرية، التي لا معنى لها في منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى"، مشيرة إلى أنهم لو اكتفوا من ذلك، لما دعوا إلى ضرورة تغيير النظام في فنزويلا، القريبة من الولايات المتحدة.
وقال روبيو في نهاية آب/أغسطس: "كنت أؤيد حل الوضع في فنزويلا بالوسائل السلمية، غير العسكرية، التي كانت ستسمح بإعادة الديمقراطية"، مشيرا إلى أن "نظام مادورو تحول الآن إلى خطر على المنطقة وحتى الولايات المتحدة".
وأضاف: "الوضع يتفاقم يوما بعد يوم، هنا في هذا النصف من الكرة الأرضية".
وقالت المجلة إنه لسوء الحظ، روبيو ليس الوحيد في السعي إلى الحل العسكري للأزمة في البلد المجاور، فعلى ما يبدو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يميل إلى ذلك، الذي كلف مساعديه العام الماضي بالإعداد لخطة للتدخل العسكري الأمريكي في فنزويلا، وفقا لبعض المعلومات. إلا أن المسؤولين المحيطين بترامب عارضوا هذه الفكرة، مشيرين إلى أن استخدام القوة سيؤدي إلى عواقب سلبية طويلة الأمد.
وعلاوة على ذلك، فإن دول أمريكا اللاتينية، ربما لم تعد تذكر بوضوح "دبلوماسية القوة"، المنظمة من قبل وكالة الاستخبارات المركزية والانقلابات والغزو الأمريكي المباشر، لكن هذه الذكريات لم تمحى بعد نهائيا. وأكدت المجلة أن التدخل العسكري الأمريكي سيؤدي إلى رفض الدول في هذا النصف من الكرة الأرضية وسيفسد العلاقة معها لسنوات عديدة.
ولفتت المجلة الانتباه إلى أنه على الرغم من الإدارة السيئة، إلا أن الرئيس الفنزويلي يملك الكثير من المؤيدين، الذين قد يقاومون بقوة الغزو والاحتلال الأمريكي. وفي هذه الحال، سيصطدم أنصار التدخل العسكري مع واقع غير سار بأن غزو فنزويلا لن يكون بسهولة غزو العراق. وقد يجر ذلك واشنطن إلى مستنقع سيؤدي إلى مزيد من الخسائر في الموارد البشرية والمالية.