فاز محافظ الأنبار السابق النائب محمد الحلبوسي برئاسة البرلمان العراقي الجديد، بعد حصوله على 169 صوتا، في عملية التصويت التي جرت اليوم السبت، متقدما على منافسيه وزير الدفاع السابق خالد العبيدي، ونائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي.
من جانبه، أقر رئيس كتلة "القرار" أسامة النجيفي، يوم السبت، بخسارته منصب رئاسة مجلس النواب لصالح مرشح تحالف "المحور الوطني" محمد الحلبوسي غير أنه أتهم الكتل البرلمانية التي توافقت مع التحالف الأخير بمحاولة "سرقة البلاد".
ورحب الاتحاد الأوروبي بانتخاب رئيس البرلمان العراقي الجديد، محمد الحلبوسي، معتبرا تلك الخطوة حاسمة نحو تشكيل الحكومة، وقالت الناطقة باسم مفوضة الشؤون الخارجية الأوروبية، مايا كوتشيانتيتش، في بيان اليوم السبت، إن "انتخاب محمد الحلبوسي يوم رئيسا جديدا للبرلمان العراقي أول خطوة حاسمة نحو تشكيل الحكومة، ونتوقع من الزعماء السياسيين المضي قدما بشكل سريع في هذا الشأن، وأن يسعوا إلى المشاركة الوطنية والمصالحة الوطنية واسعة النطاق".
كما رحبت كل من إيران والولايات المتحدة بانتخاب الحلبوسي رئيسا للبرلمان، فيما دعت واشنطن القادة العراقيين إلى الإسراع بتشكيل الحكومة.
عن هذا موضوع اختيار رئيس البرلمان العراقي، يقول ضيف برنامج الحقيقة على أثير راديو "سبوتنيك" المحلل السياسي محمد الفيصل:
"كنا نعول على ضخ دماء جديدة في العملية السياسية قادرة على التصدي إلى المسؤوليات الكبيرة القادمة في ظل الحاجة إلى إقرار مجموعة من القوانين التي تصب في المصلحة العامة والتي كانت تعرقل بسبب المساومات بين الكتل السياسية. كذلك نعول على القضاء العراقي فيما يخص مسألة الاتهامات التي وجهت إلى رئيس البرلمان الجديد حول قضية دفع إتاوات لشراء الأصوات، ويجب أن يحسم هذا الأمر الذي يزيد من شكوك المواطن العراقي بالعملية السياسية، وأعتقد أن اللاعب الإقليمي لعب دورا مهما في ملف اختيار رئيس البرلمان، لذلك سارعت إيران إلى تهنئة العراق على اختيار رئيس البرلمان الجديد. فالعراق ساحة صراع بين إيران والولايات المتحدة، وهناك الكثير من الساسة العراقيين يمثلون أجندة المصالح الإيرانية وبنفس الوقت هناك من يمثل اجندات دول خليجية وأمريكية، بل حتى الانقسام الخليجي انعكس على الداخل العراقي."
وتابع الفيصل، "لازالت العملية السياسية في العراق تتخندق خلف المتاريس القومية والطائفية، وهو مؤشر على وجود ضاغط يلعب دورا كبيرا في تحديد مسارات العملية السياسية، وعملية ولادة الرئاسات الثلاث المبنية على هذه الضواغط سوف لن تدوم وستولد مشاكل في قادم الأيام، فصعوبة تشكيل الكتلة الأكبر داخل البرلمان ماهي إلا مؤشر على حقيقة وجود أزمات تحت الطاولة بين الكتل السياسية في ظل وجود رقيب على العملية السياسية متمثل بالتظاهرات الشعبية ودور المرجعية الدينية التي لا تؤيد من فشل في أدائه السياسي والتشريعي."
وأضاف الفيصل، "أعتقد أن الساسة العراقيين خدعوا الشارع العراقي الذي يرفض هذا الأداء وسيكون له مردودات سلبية، كون الأحزاب فشلت وغير قادرة على مواكبة متطلبات الجماهير وبقيت ضمن نفس دائرتها السابقة المبنية على تغانم المناصب، وهذا كله سوف يزيد غضب المواطن العراقي، فهذه الدورة النيابية ولدت عرجاء أيضا، وشرارة البصرة لا زالت تحت الرماد التي ربما سوف تشعل حرائق في محافظات أخرى."
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون