واتهم بوباكير، الذي تولى كتابة مذكرات الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد، اللواء خالد نزار، الذي اتهم صدام حسين بتعمد إسقاط طائرة الوزير الجزائري حين كان في مهمة لوقف الحرب بين العراق وإيران، بأنه "كعادته لا يضيع فرصة للتحامل على الرئيس الشاذلي بن جديد"، وذلك وفقا لموقع "السومرية".
وتابع أن "الإيرانيين أفادوا بأن الطائرة تعرضت لهجوم جوي من طائرتين مجهولتين، بالإضافة إلى المعلومات التي وصلت لأعضاء الخلية والتي تشير إلى وجود طائرتين عراقيتين في الأجواء التي كانت تحلق قرب طائرة بن يحيى"، مشيرا إلى أن "الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي حينها لما علم بالوساطة الجزائرية أوفد إلى طهران عبد السلام جلود على متن طائرة من نفس النوع (غرومان) لإفشال الوساطة".
ونقل الصحفي والكاتب الجزائري، عن الشاذلي بن جديد قوله، إنه التقى لاحقا بالرئيس الأسبق صدام حسين وقال له على انفراد "أنتم من أسقط الطائرة وأنا أملك الدليل على ذلك، وأعرف أيضا أنكم لم تكونوا تقصدون ذلك، كنتم تريدون إسقاط طائرة عبد السلام جلود، الذي كان يسعى بأمر من القذافي إلى التشويش على الوساطة الجزائرية، أطلب منكم فقط الاعتراف بذلك، والاعتراف فضيلة حتى في السياسة، أرجوكم ألا تضعوني في حرج أمام الشعب الجزائري، لأني التزمت أمامه أن أكشف له الحقيقة".
وأضاف أن "صدام حسين حين سمع ما قاله بن جديد، صمت مطأطأ رأسه وهي دلالة على الاعتراف، ثم طلب من الرئيس الجزائري مواصلة الوساطة، لأنه لا يرى بلدا آخر أقدر وأجدر بذلك من الجزائر".
وبشأن أسباب تكتم الرئيس الجزائري الأسبق عن الإعلان عما حدث لطائرة بن يحيى، قال بوباكير إن "الشاذلي لم يكشف عن الحقائق التي توصل إليها أمام الشعب، خشية إذكاء المشاعر الانعزالية المعادية للعرب التي بدأت تنتشر في الشارع الجزائريّ بعد أحداث الربيع البربري وحادث الطائرة، الأمر الذي عرضه للملامة وغضب الشعب عليه".
وعن علاقة الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد ووزير خارجيته محمد الصديق بن يحيى، قال إن الأخير "كان من بين أهم الشخصيات المقربة من الرئيس الشاذلي بن جديد حتى عندما كان رئيسا للجمهورية".