وبحسب صحيفة "عكاظ" السعودية، لم يعرف محمد إسماعيل عاشور الصائغ، حقيقة المتبرع له بكليته، إلا بعد خروجه من غرفة العمليات، حاملا في جسده كلية تنبض بالحياة، وما ضاعف من دهشته وذهوله هو أن المتبرع لم يكن سوى ابنته ولاء التي لم يتجاوز عمرها 23 عاما.
وأشارت إلى أن خوفها على والدها وهو يودعهم كلما حان موعد الغسل والدموع تنهمر من عينيه، دفعها للتسلل إلى غرفة نومه باحثة عن التقارير الطبية لحالته وبعد أن عثرت عليها، احتفظت بها سرا، مبينة أنها توجهت مع إخوتها لإجراء تحاليل لكشف تطابق أنسجتهم مع والدهم.
وأكدت ولاء تطابقت جيناتي وأوضاعي الطبية مع والدي وبعدها تحدثت معه وأخبرته أن معاناتك مع الغسيل الكلوي ستنتهي خلال أسبوع، بعد أن تلقيت ضوءا أخضر من المستشفى وحدد لنا موعد نقل كليتي وزراعتها في جسد والدي»، مشيرة إلى أنهم توجهوا من ضباء إلى تبوك وأخبرت والدها بأن هنالك فاعل خير رفض ذكر اسمه، يريد أن يتبرع لك بكلية واحدة.
وأضافت: «طلبت منه أن نرافقه في الرحلة للاطمئنان عليه، ودخل والدي غرفة العمليات، وبعد أن فاق من آثار التخدير التفت يمينا ووجدني بنفس هيئته ولبسه، وفوجئ بوجودي معه، فقلت له هذا أقل واجب أقدمه لك، بعدما قدمت لنا كل ما تملك، وبنيت لنا منزلا نتباهى به بين أهالينا وعلمتنا فخرا جاء الوقت لأرد لك أنا وأخوتي جزءا من الجميل»، ملمحة إلى أن الدموع انهمرت من عيني والدها ودعا الله لها، ما أثلج صدرها وأزال آلام العملية عنها.