تفجرت حالة من الجدل في لبنان، عقب إطلاق بلدية "الغبيري"، جنوبي العاصمة اللبنانية بيروت، اسم مصطفى بدر الدين، على أحد شوارعها.
كما وصفت المحكمة مصطفى بدر الدين بأنه "العقل المدبر" لعملية الاغتيال، وأنه وفريقه حصل على معلومات استخباراتية حول تحركات الحريري قبل اغتياله يوم 14 فبراير/ شباط 2005، في جريمة هزت لبنان كله.
واغتيل مصطفى بدر الدين، الذي كان يوصف بأنه الرجل الثاني في "حزب الله" وخليفة القائد العسكري للحزب عماد مغنية، في مايو/ أيار 2016، في انفجار استهدف أحد المراكز بالقرب من مطار دمشق الدولي.
كما اتهم أيضا بالتورط في تفجيرات الكويت عام 1983، وكان مسجونا فيها حتى عام 1990، وفر من السجن وعاد إلى لبنان عقب غزو العراق للكويت.
وفجر قرار البلدية حالة من الغضب الواسعة لدى فئات عديدة في الشارع اللبناني، ووصف البعض القرار بأنه يعيد للأذهان ويوقظ الفتنة الطائفية في لبنان، التي كانت نائمة ولو بصورة جزئية طوال السنوات الماضية.
وأعلن وزير الداخلية اللبناني، نهاد المشنوق، في تغريدة مصورة وصف فيها تسمية الشارع بأنها "عمل استفزازي مريض بالحقد والثأر".
#المشنوق تعليقا على "شارع مصطفى بدر الدين"
— Nohad Machnouk (@NohadMachnouk) ١٨ سبتمبر ٢٠١٨
الذي سمّى الشارع عقل استفزازي مريض بالحقد والثأر pic.twitter.com/NUS77TgOdh
وطالب وزير الداخلية اللبناني، المنتمي إلى "تيار المستقبل"، التابع لرئيس الوزراء اللبناني الحالي المكلف، سعد الحريري، ابن رفيق الحريري، بضرورة أن تزيل البلدية اللافتة المتعلقة باسم الشارع.
ونقلت تقارير صحفية لبنانية عن بلدية الغبيري، التي تخضع لسيطرة "حزب الله" أن إزالة لافتة شارع مصطفى بدر الدين "أمر غير وارد بتاتا".
وأوضحت المصادر أن ذلك يرجع إلى أنه أحد أهم قيادي "حزب الله" وقاوم الاحتلال الإسرائيلي وقاوم الإرهاب، ووصفت موقع وزير الداخلية اللبناني بأنه يدخل ضمن "المكايدة السياسية".
وإجى اليوم يلّي صار في ب لبنان طُرق وشوارع بإسم قطاعين الطرق و ولاد الشوارع.#مصطفى_بدر_الدين #حزب_الله pic.twitter.com/hV6Bd9yYQW
— Sara Assaf (@SaraAssaf) September 18, 2018
كما نشر عدد من النشطاء التابعين لـ"حزب الله" تغريدات وصفت أي مناهضين لتسمية الشارع باسم مصطفى بدر الدين بأنهم "خائنين"، وورد في أحد التغريدات قول أحدهم "لا ينزعج من اسم الشهيد مصطفى بدر الدين إلا إسرائيل".
كما قالت البلدية أيضا إن تسمية الشارع "لا غبار عليها"، لأن القرار مسجل فعليا في وزارة الداخلية قبل عام تقريبا، والأخيرة التزمت الصمت ولم ترفض التسمية، مشيرة إلى أنه في حال عدم رفض الداخلية خلال مدة معينة يصبح الإخطار ساريا، بحسب المادة 63 من قانون البلديات.
وقالت المصادر إن عدم قبول أو رفض وزارة الداخلية حينها، يمكن أن يكون بسبب عاملين إما تقاعس من الوزارة في الرد على البريد الوارد من البلديات أو رفض الوزارة توريط نفسها في قضية شائكة.
تقرير لصحيفة حزب الله (الأخبار) بعنوان: "شارع الشهيد مصطفى بدر الدين… باقٍ". بدر الدين هو منفذ اغتيال الحريري، وقتل في سوريا وفق رواية لم تقنع حتى عناصر الحزب. ما علينا. ما الجدوى من تسمية شارع باسمه بعد نشر تفاصيل قصة الاغتيال سوى الإمعان في إذلال طرف بعينه؟! أين رئيس الجميع؟!
— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) September 19, 2018
الحريري يخرج عن صمته
وخرج رئيس الوزراء اللبناني المكلف، سعد الحريري، عن صمته، بعد تزايد حالة الجدل في لبنان.
وقال الحريري في تغريدة مقتضبة: "تسمية شارع على اسم مصطفى بدر الدين، أمر مؤسف".
وتابع "هناك أشخاص يريدون أخذ البلد إلى مكان آخر، وعليهم أن يتحملوا مسؤولية ذلك أمام الله سبحانه وتعالى وأمام المواطن اللبناني".
ومضى "نحن نتحدث عن إطفاء الفتنة، أما هذا الأمر فهو الفتنة بحد ذاتها".
تسمية شارع على اسم مصطفى بدر الدين، أمر مؤسف، هناك اشخاص يريدون اخذ البلد الى مكان آخر وعليهم ان يتحملوا مسؤولية ذلك امام الله سبحانه وتعالى وامام المواطن اللبناني. نحن نتحدث عن اطفاء الفتنة اما هذا الامر فهو الفتنة بحد ذاتها #أحداث_اليوم pic.twitter.com/D4cKnwcirY
— Saad Hariri (@saadhariri) September 18, 2018
أما الإعلامية اللبنانية الشهيرة، مي شدياق، فقالت: "تسمية شارع باسم مصطفى بدر الدين، العقل المدبر لجريمة اغتيال رفيق الحريري تطبيق لسياسة الغالب والمغلوب، استعلاء وقلة حياء!".
وتابعت "الادعاء بأن المحكمة أسقطت التهم بحقه، لأنه قتل مردود، ذريعة محاربة إسرائيل لا تجعل منه شهيدا، تاريخه الإرهابي في الكويت ولبنان لن يمحوه ألف صورة وألف شارع".
تسمية شارع باسم #مصطفي_بدر_الدين العقل المدبّر لجريمة اغتيال #رفيق_الحريري تطبيق لسياسة الغالب والمغلوب،استعلاء وقّلة حياء!
— May Chidiac مي شدياق (@may_chidiac) September 18, 2018
الادعاء بأن المحكمة أسقطت التهم يحقة لأنه قُتل مردود
ذريعة محاربة إسرائيل لا تجعل منه شهيداً
تاريخه الإرهابي في الكويت ولبنان لن يمحوه ألف صورة وألف شارع