وأضاف لوغ أوغلو: "إن إسرائيل تعتقد أن من حقها معارضة الوجود العسكري الإيراني في سوريا، لذا فهي تقوم بالهجوم على سوريا، إلا أن هذا لا يعتبر مبرر كافي لهجماتها المتكررة على سوريا".
وأكد أن: "روسيا تسعى إلى حل مسألة تحطم طائرتها قبالة السواحل السورية إثر الهجوم الإسرائيلي على سوريا باعتدال وبأسلوب دبلوماسي ليس من أجل حماية إسرائيل وإنما لمنع تفاقم المشكلة وتأزمها"
من جانبه أكد الخبير التركي في العلاقات الدولية عضو الهيئة التدريسية في جامعة أبانت عزت بايصال في بولو، الدكتور المساعد، فاتح ياشلي: "إن الهجوم الإسرائيلي على سوريا والذي تسبب بسقوط طائرة "إيل-20" الروسية لم يكن صدفة، حيث جاء عقب التفاهم الذي توصلت إليه كل من روسيا وتركيا حول إدلب".
وقال ياشلي في تصريح لوكالة سبوتنيك: "أعتقد أن إسرائيل لم تنفذ الهجوم على سوريا بمفردها وإنما اتخذت هذا القرار مع فرنسا ووزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" لأن الأنباء التي تناقلتها وسائل الإعلام قد أفادت بأن الهجوم نفذ من مناطق في البحر الأبيض المتوسط الأمر الذي يشير إلى تنفيذه من قبل السفن الأمريكية أو الفرنسية في حين نفت فرنسا ضلوعها في الهجوم، ولكن ربما كان هجومامشتركا شاركت فيه كل من أمريكا وفرنسا وإسرائيل".
وأضاف خبير العلاقات الدولية: "إن الولايات المتحدة وأوروبا وإسرائيل يبدون ردود فعلهم باستمرار ضد التطورات التي تكون لصالح الدولة السورية كما فعلوا حيال مسألة إدلب".
واستطرد ياشلي قائلا: "إن روسيا لم ترد حتى الآن بشكل مباشر على هجمات إسرائيل على سوريا رغم تحالفها مع دمشق، كما أن إسرائيل تقول باستمرار أنها لا تستهدف الدولة السورية وإنما تقصف الميليشيات الإيرانية، حيث حاولت استخدام الحجة نفسها لهجومها الأخير على سوريا مؤكدة في التقرير الذي قدمته لروسيا أنها كانت تستهدف موكب أسلحة".
وأشار الخبير التركي، إلى أن "روسيا اتخذت عددا من التدابير والإجراءات بعد الهجوم الإسرائيلي على سوريا وسقوط طائرتها"، مضيفا:"لا أعتقد أن روسيا ستسمح لإسرائيل بشن هجمات على سوريا والتحرك بأريحية فوق أجوائها بعد سقوط طائراتها، إلا أنني أستبعد في الوقت الحالي احتمال شن روسيا عملية عسكرية مباشرة على إسرائيل ردا على سقوط الطائرة".
وتابع ياشلي:
كما نعلم أن إسرائيل تواصل سياساتها في الشرق الأوسط على أساس العدوانية ضد الدول التي تعتبرها عدوا لها، حيث حملت في تصريحها الأخير المسؤولية للرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله وإيران أي للأطراف التي تعتبرهم أمريكا مثلث شر وعدو لها.
واستطرد قائلا: "يعتبر كل من الرئيس الأسد وإيران وحزب الله بمثابة التهديد الأكبر لإسرائيل في المنطقة، وهذا هو التهديد الذي يكبر يوما بعد يوم فهم لم يتمكنوا من تغيير النظام لا في إيران ولا في سوريا رغم الحرب الدائرة فيها منذ سنوات، كما يعزز حزب الله قوته في لبنان يوما بعد يوم فضلا عن مسألة هضبة الجولان".
واختتم بالقول: "إن إسرائيل بدأت تعتقد بأنها تفقد قوتها عسكريا واستراتيجيا في المنطقة وأن القوى التي تعتبرها مثلث شر بدأت قدرتها تتعزز، لذا لم يكن موقفها العدواني على سوريا مستغربا وهي تقوم بشن هجمات على الأراضي السورية كلما سنحت لها الفرصة كما حدث مؤخرا، وهذا مرتبط بالسياسات التي تتبعها في المنطقة، وأنا لا أستبعد قيامها بشن هجوم جديد على سوريا في المستقبل القريب".
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد ذكرت أنها في يوم 17 أيلول/سبتمبر، حوالي الساعة 23:00 بتوقيت موسكو، فقدت الاتصال بطائرة "إيل- 20" الروسية العسكرية وهي فوق مياه المتوسط على بعد 35 كيلومترا عن الساحل السوري قبالة قاعدة حميميم الجوية، وعلى متنها 15 عسكريا روسيا، مضيفا بأن الحادث تزامن مع قيام أربع طائرات إسرائيلية من نوع "إف-16" بضرب مواقع سورية في اللاذقية، وعملية إطلاق الصواريخ من على الفرقاطة الفرنسية "أوفرين".
وأكدت وزارة الدفاع الروسية، أن إسرائيل لم تبلغ قيادة مجموعة القوات الروسية في سوريا عن عمليتها المخطط لها في منطقة اللاذقية، وأنه تم استلام إشعار عبر "الخط الساخن" قبل أقل من دقيقة واحدة من الهجوم، الأمر الذي لم يسمح بإبعاد الطائرة الروسية إلى منطقة آمنة، وأنه من غير الممكن لوسائل مراقبة الطيران الإسرائيلية وطياري "إف-16" عدم رؤية الطائرة الروسية، حيث إنها اتجهت للهبوط من ارتفاع 5 كيلومترات. ورغم ذلك، نفذ الإسرائيليون هذا الاستفزاز عمدا. وقيمت الدفاع الروسية الحادث على أنه عمل عدواني ويحتفظ الجانب الروسي بحق الرد.