"سبوتنيك" قامت بجولة في سلطنة عمان تعرفت خلالها على الكثير من العادات والتقاليد العمانية الرصينة، من تلك العادات التي لا يكاد يخلو منها بيت "القهوة العمانية"… هي إحدى الأساسيات في أي منزل عماني مهما كان مستوى معيشته، هي أول كلمات التعارف للضيوف وكلمة الترحيب الأولى للأقرباء والمعارف.
تراث ثقافي
طقوس ثابتة
ومن جانبه قال عيسى سيد، أحد مشرفي البيت الثقافي في مهرجان صلالة بمحافظة ظفار، عندما يأتي الضيف وتلك عادة متوارثة في جميع محافظات سلطنة عمان، يتبادل معه المضيف سؤالا حول أخباره ويتوقف السؤال على نوع الضيف هل هو قريب ومعروف أم غير ذلك، وفي العادة تكون الإجابة مطمئنة ثم يتم تقديم ما تيسر من التمر أو الحلوى أو الفواكه والحلويات قبل شرب القهوة.
المقهوي
المقهوي هو الشخص الذي يقوم بتقديم القهوة من أبناء المضيف أو أقاربه ويجب أن تكون لدية من الخبرة في عادات تقديمها أو أن يقوم المضيف نفسه بتقديمها، وهناك أشياء متعارفة وموروثة يجب أن يلتزم بها "المقهوي" بأن يعرف أن يقف أمام الضيف ويجب ألا يحجب الرؤية عن الضيف أثناء وقوفه، حيث يمسك الدلة باليد اليسرى والفناجيل على راحة اليد اليمنى مع وضع الفنجان الأول الذي ستنصب فيه القهوة بين أصابع الإبهام والسبابة والوسطى ليسهل على الضيف تناوله والإمساك به.
طريقة التقديم
أيضا طريقة التقديم لها أصول معينة وتقاليد لا يجب الخروج عليها وإلا قد يلاقي "المقهوى" نظرة من الضيف بأنه لا يعرف التقاليد والأصول، ومن تلك الموروثات والتقاليد، انحناء المقهوي قليلا أمام الضيف ليصبح الفنجان أدنى من صدر الضيف وفي متناول يده، وتكون كمية القهوة المقدمة لا تتجاوز رشفتين صغيرتين أو ثلاث بحيث تغطي كمية القهوة قاع الفنجان بارتفاع بسيط، ويجب على المقهوي ألا يتوقف عن صب القهوة للضيف حتى تصدر منه إشارة الانتهاء إما لفظا أو بهز الفنجان بيده اليمنى للمقهوي الذي يجب عليه أن يحرص على الضيف بأن يطلب منه زيادة شرب فنجان آخر اكراما له، وإن أبى ابتعد المقهوي.
واجبات الضيف
جاهزة على الدوام
يقول سعيد الحضرمي من ولاية "نزوى" العمانية، عادة القهوة قديمة لا نعرف لها تاريخ توارثناها من الآباء، فالقهوة العربية يتم إعدادها بعد تحميص وطحن حبوب القهوة، تعتبر القهوة العمانية أخف أنواع القهوة كثافة وغير مؤثرة على الصحة حتى ولو زادت الكمية التي يتم تناولها.
وتابع الحضرمي، يتم استيراد حبوب البن من سيلاني وتركي وبرازيلي، وغالبا ما يرى العمانيون أن الجودة في البن السيلاني، تأخذ الحبوب وتحمص وتطحن وتخزن في المنزل، وصباح كل يوم يتم إعداد "ترمسين" من القهوة ويتم صب القهوة للضيف عند قدومه حتى لا ينتظر إعداد القهوة، وعندما تنتهي يتم عمل غيرها وهكذا.
الفنجان الأول
لا يخلو منها بيت
أما سعود الحضرمي وهو شقيق المتحدث الأول اجتمعوا لتناول القهوة والتمر في إحدى الاستراحات بمهرجان "صلالة" الثقافي الدولي فقال، القهوة حاضرة طوال أيام العام، سعر كيلو البن يتراوح بين 4 و5 ريالات عماني أي ما يعادل 10إلى 13 دولار تقريبا، ومهما بلغت الأسرة من الفقر والعسر من المستحيل ألا تجدها في البيت العماني، لا يمكن أن يخلو البيت العماني منها بل مستحيل أن تدخل بيت ولا تجدها فيه.
صناعة القهوة
حيث كانت عملية تحضير القهوة في الماضي تتم في المجالس امام الضيوف، يتم وضع حبوب البن في مقلاة (محماس) كبير من الحديد المسطح وتحمص برفق على النار بدرجات متفاوتة حسب النكهة المطلوبة وذلك بتحريكها بطريقة معينة باستخدام أداة حديدية أو خشبية صغيرة مع نهاية مدورة أو مربعة، ثم يتم وضع البن في "الموقعة" وهي من الخشب أو المعادن على شكل دائري مقعر من الداخل وتطحن بواسطة "هاون أو مدق" معدني لطحنها لتصبح ناعمة، البن المطحون يضاف بقدر معلوم الى الماء المغلي في وعاء نحاسي على النار لعدة دقائق ثم تسكب في وعاء القهوة (دلة) لحفظها ساخنة لتصب بعد ذلك في أكواب صغيرة وتقدم للضيوف، حيث يكون طعم القهوة العربية قليل المرارة، ويضاف في أحيان كثيرة اليها الهيل أو الزعفران أو ماء الورد أو بعض التوابل مثل القرنفل وتقدم غالبا.
أحمد عبد الوهاب