تمر القضية الفلسطينية على ما يبدو في هذه الأيام بحالة من الارتباك المزدوج على الصعيد الداخلي وعلى الصعيد المحلي والإقليمي والدولي ، خاصة في ظل المتغيرات الحالية في منطقة الشرق الأوسط ، وبطبيعة الحال باتت القضية الفلسطينية بمظهرها العام قضية مهملة أمام المتغيرات والتطورات الدراماتيكية التي تجري في المنطقة حالياً ، فلم يستطع أحد أن يوقف أو حتى يواجه القرارات الأمريكية بقطع الدعم عن منظمة الأونروا "غوث اللاجئين الفلسطينيين"، ولا قبلها فيما يخص نقل السفارة الأمريكية إلى القدس الشريف وغيرها الكثير بما فيها عدم القدرة على فك الحصار الإقتصادي الذي يرزح على صدر أهالي قطاع غزة منذ أكثر من 12 عاماً.
الضغوط الأمريكية مازالت قائمة على السلطة الفلسطينية لصالح إسرائيل ، ناهيك عن السير في محاولات تطبيق صفقة القرن التي دار عنها الكثير من الأحاديث والأنباء المختلفة ، وحديث يدور عن محاولات ترامب لعقد لقاء أمريكي فلسطيني إسرائيلي في نيونيورك على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة ال 73 والعد يطول ، ولا ننسى الصدامات القائمة حالياً في نابلس وباقي المناطق الفلسطينية لمواجهة التعسف الإسرائيلي وعمليات التمدد الإستيطاني.
كيف يمكن قراءة الحالة الفلسطينية في ظل الظروف الحالية هل هي نحو الأسوأ أم أن بصيص أمل ما يظهر في الأفق ؟
لماذا لم يستطع الحوار الفلسطيني الفلسطيني حتى اللحظة أن يصل إلى حل لخلافاته الداخلية التي يستخدمها الأمريكي والإسرائيلي كحصان طروادة للتلاعب بغير صالح الشعب الفلسطيني ؟
ماهي فائدة اللقاء الثلاثي المرتقب في نيويورك في ظل كل هذه التعقيدات وخاصة بعد أن أعلن الرئيس محمود عباس عدم الإعتراف أو القبول بالأمريكي كراعي نذيه إثر نقل السفارة إلى القدس الشريف ؟
إلى متى يمكن أن يتحمل الشعب الفلسطيني في غزة كل هذه الضغوط وهل ننتظر إنفجاراً قريبا يلوح في الأفق للألأوضاع في الأراضي الفلسطينية ؟
علاقة المتغيرات الإقليمية الحالية بالقضية الفلسطينية وتأثيرها عليها ؟
أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر ، أستاذ القضية الفلسطينية في جامعة القدس المفتوحة الدكتور محمد أسعد العويوى أنه
"ما دام أن القضية الفلسطينية هي القضية الأعدل في العالم ، وكون الشعب الفلسطيني هو الشعب المحتل الوحيد في العالم ، وبصمود الشعب الفلسطيني ونضاله فهناك دائماً أمل في أن يتحرر هذا الشعب الذي يرزح تحت الإحتلال ويحصل على الحرية والإستقلال ودولته على أرضه بالرغم من كل الظروف الصعبة التي يمر بها ، سواء لجهة الإنقسام الداخلي ، أو لجهة الهجمة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وقيادته وقيادة منظمة التحرير ، خاصة من من قبل الولايات المتحدة الأمريكية التي تريد أن تجبر الشعب الفلسطيني وقيادته بالقبول بالإملاءات التي يريدها الإحتلال الإسرئيلي وقبول حل مرضي لدولة الإحتلال".
وأشار الدكتور العويوي إلى أنه
"للأسف ، الشعب الفلسطيني يتعرض لضغوط خارجية ، ويتعرض لمؤامرة تسعى لمنع توحده كي يبقى منقسماً على نفسه ، وخصوصاً من قبل قوى عربية لاتريد لهذا الشعب أن يتعاضد ويتماسك ويتحد ، بالتالي ومن ناحية ثانية هناك أيضا عجز في القيادات الفلسطينية، وأقصد هنا بالتحديد حركتي فتح وحماس ، على فتح وحماس أن يتخذوا قرارات وطنية جريئة ذات بعد وطني ، وليس بعد حزبي ، من أجل الحفاظ على الجبهة الداخلية الفلسطينية ، لكي تكون أمكن وأصلب في ظل الظروف والأوضاع الخطيرة التي تعيشها القضية الفلسطينية في الوقت الراهن ".
وأضاف الدكتور العويوي
"أنا أعتقد أن الظرف الإقليمي العربي يسير في تطور لصالح حركة المقاومة بشكل عام للمشاريع الصهيو أمريكية في المنطقة ، والتي بإعتقادي ستشكل على الأرض إستراتيجياً دعماً إضافياً لنصرة القضية الفلسطينية.تخدمنا في صراعنا مع هذا الإحتلال وهذا الصلف الصهيوني والسياسات الأمريكية في المنطقة ، وجوهر هذا الصراع هو حماية الإحتلال والتأمر على القضية الفلسطينية المركزية وخاصة مسألة القدس واللاجئين".
بدوره مدير مركز الدراسات والتوثيق الإستراتيجي ناصر حمّاد يرى أن
وأشار حمّاد إلى أنّ
"قطاع غزة لم يعد يتحمل لا في حالة الحرب ولا السلم ، الواقع المرير الذي يعيشه قطاع غزة حالياً يمتد منذ سنوات طويلة تخللتها ثلاث حروب عسكرية طاحنة ضد القطاع ، شنها العدوان الصهيوني، واستشهد فيها الآلاف من أبناء القطاع، عدا عن ما خلفته من عشرات الآلاف من الجرحى والمصابين ، الذين تبتزهم إسرائيل في ظروف قاسية جداً وصعبة، لكن بالمحصلة الصمود الفلسطيني أمام المشاريع المطروحة إقليميا ودوليا سوف يفشل كل المخططات التي تهدف لإتها قضية الشعب الفلسطيني".
وأردف حمّاد
وأضاف حمّاد
يمكن الرد على كافة المشاريع المطروحة لإنهاء القضية الفلسطينية بالمصالحة الفلسطينية بشكل كامل، ولكن وفي ظل هذه التواترات الموجودة ونحن نعلم أن المنطقة تعيش حالة فرز سياسي وإرهاب دولي منظم، يجب على الفلسطينيين أن يكونوا جزءاً من هذا الفرز السياسي لهذه الأطراف وخاصة في الطرف اللبناني والطرف السوري بشكل كامل لأنها القوى الوحيدة التي تدافع عن القضية الفلسطينية بشكل كامل حتى في أحلك الظروف".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم