وبحسب "رويترز"، أعلن أردوغان ذلك في اليوم الثاني من زيارة يقوم بها إلى ألمانيا، بهدف إصلاح العلاقات مع هذه الدولة والدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.
وتعتمد ألمانيا التي يعيش فيها ثلاثة ملايين مواطن من أصول تركية، على أنقرة في المساعدة في احتواء أزمة المهاجرين التي تثير مخاوف الاتحاد الأوروبي.
ولذلك تحرص برلين أيضا على تحسين العلاقات التي توترت منذ حملة أنقرة على المعارضين التي تلت الانقلاب الفاشل في عام 2016، لكن ألمانيا تشعر بالقلق إزاء سجل حقوق الإنسان في تركيا وحرية الصحافة هناك.
وقال أردوغان "نخطط للوفاء بالمعايير الستة الباقية لتحرير التأشيرة بأسرع ما يمكن"، وأضاف "تحرير التأشيرة وتحديث الاتحاد الجمركي وإحياء مفاوضات الانضمام (للاتحاد) سيفيد كلا من تركيا والاتحاد الأوروبي".
وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في نفس المؤتمر الصحفي الذي تحدث فيه أردوغان إنها ضغطت من أجل إطلاق سراح المواطنين الألمان المحتجزين ضمن عشرات الآلاف الذين ألقي القبض عليهم منذ الانقلاب الفاشل. وتقول تركيا إن مؤيدين لرجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن يقفون وراء هذه المحاولة وينفي غولن أي دور لحركته.
وتحتاج ألمانيا إلى مزيد من الأدلة لإعلان حركة غولن منظمة غير قانونية مثل حزب العمال الكردستاني، وتسمي أنقرة حركة غولن (منظمة فتح الله غولن الإرهابية).
وقالت ميركل "تعاملنا بجدية شديدة مع الأدلة التي قدمتها تركيا لكن نحتاج إلى مزيد من المعلومات إذا كنا سنصنفها بنفس الطريقة، التي صنفنا بها حزب العمال الكردستاني".
وتابعت ميركل، أن السلطات تبحث عن المشتبه بأنهم من مدبري الانقلاب الذين تطلب تركيا تسليمهم لها، لكن المستشارة الألمانية أضافت أن هناك اختلافا في وجهات النظر بينها وبين أردوغان بشأن قضايا من بينها حرية الصحافة.
وذكرت صحيفة بيلد، أن أردوغان حذر من أنه مستعد لإلغاء المؤتمر الصحفي إذا حضره جان دوندار الصحفي الذي فر إلى المنفى في ألمانيا، بعد توجيه تهم التجسس له في تركيا.
وقال دوندار في بيان "قال أردوغان إنه سيقاطع المؤتمر الصحفي إذا حضرت". وأضاف "لم أكن أعتقد أن سؤالا واحدا سيخيفه إلى هذا الحد".
وصدر حكم على دوندار وزميله في صحيفة "جمهوريت إردم جول" بالسجن خمس سنوات في عام 2016، بسبب نشر مقطع فيديو ظهرت فيه شحنات أسلحة مهربة من المخابرات التركية إلى داخل سوريا.
وأخلي سبيلهما على ذمة استئناف الحكم وغادر دوندار تركيا، وفي مارس/ آذار صدر حكم على دوندار بالسجن ما يصل إلى 20 عاما لإدانته بتهم التجسس.
ولدى سؤال أردوغان عن غياب دوندار عن المؤتمر الصحفي قال إنه "جاسوس" يجب تسليمه لتركيا، وقالت ميركل إن غياب دوندار عن المؤتمر الصحفي أمر يرجع له.
واقتاد رجال الأمن رجلا يرتدي قميصا كتبت عليه عبارة "الحرية للصحفيين" إلى خارج قاعة المؤتمر الصحفي عندما بدأ يهتف بسقوط أردوغان.
وأغلقت السلطات معظم وسط برلين بسبب زيارة رجل يعتبره عدد كبير من الأتراك من أصل ألماني بطلا، بينما يعتبره كثيرون آخرون مستبدا.
وفي بعض الشوارع اصطف محتجون يحملون الأعلام التركية وصور معارضين أتراك.