أطلع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اليوم الثلاثاء، أعضاء حكومة المملكة، على نتائج زيارته الرسمية إلى دولة الكويت، وفحوى مباحثاته مع أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح وولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصباح.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، أثمرت الزيارة إلى الكويت، الأحد الماضي، عن "بحث ما من شأنه تعزيز روابط الأخوة القائمة بين البلدين".
وكان مجلس الوزراء الكويت قد عبر عن عميق ارتياحه حول نتائج الزيارة، التي قام بها ولي العهد السعودي والوفد المرافق له، والمحادثات التي أجراها مع أمير البلاد وولي العهد.
وقال المجلس، في بيان عقب اجتماعه الأسبوعي، أمس، "تأتي [الزيارة] في إطار العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين الشقيقين، وحرص القيادتين على تعزيزها وتطويرها في كافة المجالات والميادين".
وفي سياق متصل، أصدرت الخارجية الكويتية، أمس، بيانا بشأن ما تم تداوله في مواقع التواصل من مزاعم حول "فشل" زيارة ولي العهد السعودي إلى الكويت".
وقالت الخارجية الكويتية، في بيانها، "أعرب مصدر مسؤول عن أسفه لما جرى تداوله في بعض وسائل الإعلام، وخاصة التواصل الاجتماعي منها، من معلومات مغلوطة لا أساس لها من الصحة حول نتائج الزيارة"؛ دون ذكر أو توضيح حول ماهية هذه الأنباء.
وأكد المصدر أن المباحثات التي جرت "اتسمت بالروح الأخوية الحميمة بين البلدين، والحرص على تحقيق مصالحهما العليا المشتركة، والدفع بمسيرة العمل الخليجي المشترك إلى ما يحقق آمال وتطلعات أبناء دول مجلس التعاون".
ولم توضح الخارجية في بيانها تلك الأنباء، غير أنها تشير ضمنيا إلى ما جرى تدواله من أنباء نقلا عن مصدر من ضمن الوفد المدعو من الديوان الأميري لاستقبال ولي العهد في مطار الكويت، الذي قال إن "أجواء الزيارة كانت متوترة، وإن الطرفين لم يوقعا أي اتفاقية تجارية أو سياسية كما هو مقرر".
وكان من المقرر أن يصل ولي العهد إلى الكويت يوم السبت، قبل إعلان تأجيل الزيارة إلى الأحد، في حين ترددت أنباء عن اعتقاد كبير بين السياسيين الكويتيين الذين شاركوا في استقبال ولي العهد بأن تأخير الزيارة لمدة يوم كامل كان مرتبطا بمحاولات ابن سلمان إملاء شروط معينة على الكويتيين فيما يخص الأزمة مع قطر، والحقول النفطية المشتركة، وأن وصول الجبير قبل ابن سلمان بساعات قليلة كان لمعرفة الرد النهائي من الكويت، والذي كان الرفض.
وذكرت تقارير أن ابن سلمان لم يناقش مع أمير الكويت الملفات المقرر مناقشتها، وهي الأزمة الخليجية الناتجة عن حصار قطر، وتشكيل تحالف خليجي — عربي لمواجهة إيران، وقضية الحقول النفطية المشتركة بين البلدين، واكتفى الطرفان بالجلوس على مائدة العشاء في قصر بيان وتبادل الأحاديث، خلال الزيارة التي استغرقت ساعتين.
وكان يفترض للزيارة أن تنهي الخلاف الطويل بين الكويت والسعودية حول الحقول المشتركة في مدينتي الوفرة والعبدلي، حيث قامت السعودية بإيقاف التصدير منهما بشكل مفاجئ عام 2014 وبدون إعلام الجانب الكويتي، مما تسبب بخسائر فادحة للجانب الكويتي لوح على إثره بالاتجاه إلى محكمة العدل الدولية في حال استمراره، بحسب التقارير التي وصفها بيان الخارجية الكويتية بالمغلوطة.
وتضمنت الأنباء أن الأطراف الكويتية والسعودية أصيبت بخيبة أمل بسبب النتيجة الباهتة للزيارة، رغم محاولة ابن سلمان تدارك الموقف بإرساله لبرقية يشيد فيها بـ"كرم الضيافة".