وقالت وكالة "بلومبرغ" الأمريكية، إن الأمير محمد بن سلمان، قطع تعهدا بأن يتم طرح الاكتتاب العام لشركة "أرامكو" السعودية، خلال عام 2021، وهو ما سيضعه أمام أصعب اختبار، بحسب الوكالة الأمريكية.
وأوضحت أن ما يجعل الاكتتاب العام أمر جللا، هو إبرام أرامكو صفقة اندماج عملاقة مع شركة "سابك" وشرائها حصة قيمتها 70 مليار دولار، من أكبر شركة بتروكيماويات في السعودية، والمقرر أن تنتهي في 2020، يجعل الاكتتاب العام بمثابة "حلم" للمملكة.
ونقلت "بلومبرغ" عن ناصر السعيدي، مؤسس شركة ناصر السعيدي وشركاه للاستشارات الاقتصادية والتجارية بالشرق الأوسط: "تلك التصريحات لولي العهد السعودي، تظهر قيادة قوية في البلاد".
وتابع السعيدي، الذي كان يشغل منصب محافظ البنك المركزي اللبناني ووزير الاقتصاد اللبناني "لكنها تضعه أمام اختبار قوي أيضا، لأن تحديده جدولا زمنيا طموحا، يجعله أمام تساؤل هام، هل يتملك (ابن سلمان) الجهاز الإداري القادر على تنفيذ ذلك الجدول؟ هل يمتلك (ابن سلمان) وزارات قادرة على تنفيذ الاكتتاب".
ومضى بقوله "لا أعتقد أن السعودية على هذا القدر من الاستعداد، فهذا أمر لم تعتاد عليه المملكة، ويبدو فريدا بالنسبة لها".
ولكن نقلت "بلومبرغ" عن مصادر مطلعة على عمليات طرح الاكتتاب العام لأرامكو، قولهم: "المسؤولون السعوديون قادرون على تنفيذ الطرح بحسب الجدول الزمني الذي أعلن عنه ولي العهد السعودي".
أما عن الأماكن المقترحة لطرح الاكتتاب العام، فهناك مشاكل تقنية عديدة، بحسب بلومبرغ، حيث يخشى مستشاري ابن سلمان من طرح الأسهم في بورصة نيويورك، خشية خضوع أرامكو لقواعد التقاضي الأمريكية، التي قد تدخلها في دوامات قضايا بمكافحة الاحتكار وغيرها.
وأوضحت الوكالة الأمريكية، أن تأجيل الطرح العام إلى 2021، يمنح الحكومة السعودية خيارات عديدة لزيادة وتعزيز قيمة أرامكو السوقية، أبرزها تخفيض العبء الضريبي على الشركة، ومنح المزيد من الأموال للمستثمرين، والذي يمكن أن يصل بقيمتها إلى 2 تريليون دولار.
وقال روبن ميلز، مدير شركة "قمر إنريجي" الاستشارية النفطية للوكالة الأمريكية إن صفقة "سابك" تضيف الكثير لقيمة "أرامكو"، لكنها ليست كافية لسد فجوة الـ2 تريليون دولار، خاصة وأن أسعار النفط المرتفعة لا تساعد على الوصل إلى هذا التقييم.
وكان ولي العهد السعودي قد تعهد لوكالة "بلومبرغ" أن يتم الطرح العام في أواخر عام 2020 أو في أوائل 2021.
وأضاف الأمير الشاب: "سمعت شائعات عديدة حول أن السعودية ألغت الاكتتاب العام لشركة أرامكو، أو تأجيله، وأن هذا سيؤخر أو يعطل عمل رؤية 2030، وهذا غير صحيح بالمرة".
وأشار إلى أن "الخطة البديلة" ستكون حصول صندوق الثروة السعودي السيادي على 70 مليار دولار من بيع حصته في "سابك"، بالإضافة إلى 100 مليار دولار، التي يأمل (ابن سلمان) أن تحصل عليها السعودية جراء الاكتتاب الأولي في "أرامكو".
واختتم:" حسنا، صندوق الثروة السيادي جيد، لكن الخطط الاقتصادية في السعودية جيدة أيضا، وهذه صفقة (أرامكو — سابك) جيدة للصناعة التحويلية في السعودية، أعتقد أن صفقة أرامكو وسابك، ستنتهي بصورة كاملة في 2019، وبعد عام مالي واحد في 2020، ستكون أرامكو مهيأة بصورة كاملة للاكتتاب العام، حاولنا أن نحقق ذلك في أقرب وقت ممكن، لكن تلك هي التوقيتات المتاحة، بناء على الوضع الذي لدينا".