طالبت روسيا الدول الغربية يوم الخميس 11 أوكتوبر الجاري، بإخراج عناصر "الخوذ البيضاء" من إدلب وعموم سوريا، لأنهم يمثلون مصدر تهديد لسوريا.
وقال مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا في اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي دعت إليه موسكو: "وجود "الخوذ البيضاء" هو مصدر تهديد، ونطالب الدول الغربية بسحبهم من سوريا".وأضاف: "الإرهابيون يجب أن يغادروا، وإبقاؤهم في المجتمع فكرة ليست جيدة".
ولا تعتبر روسيا أن عناصر "الخوذ البيضاء" في مناطق المعارضة يعملون بصفة مسعفين، وقد وجهت إليهم مرارا في السابق اتهامات بالارتباط بجماعات إرهابية. فيما ردت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا برفض المطالبة الروسية.
من جهته وصف ممثل بريطانيا الاتهامات الروسية لـ"الخوذ البيضاء" بأنها "تلميحات سخيفة"، في حين اعتبرها ممثل فرنسا "تضليلا".
وحسب المصادر نفسها، عبر أعضاء اخرون في مجلس الأمن كذلك عن وجهة نظر مغايرة للموقف الروسي، مشددين على ضرورة "حماية العاملين في المجال الإنساني" في سوريا.
لماذا تصر الدول الغربية على حماية ورعاية هؤلاء الإرهابيين المتسترين بصفة المسعفين الإنسانيين في مناطق النزاع في سوريا، رغم افتضاح دورهم الإنساني المزيف التخريبي والتحريضي والدعائي ضد الدولة السورية؟
يقول الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي أنطوان شاربنتيه في حديث لبرنامج"حول العالم" بهذا الصدد، يحق لسوريا وروسيا الطلب بخروج "الخوذ البيضاء" من إدلب، لإنه لم يعد سرا، لمن تنتمي هذه المنظمة، وحقيقة أهدافها في سوريا، وهي أداة حرب لا أكثر ولا أقل، وعملها الإنساني غير واضح ويبقى موضع جدل، فالغرب فاقد لكل مصداقية في الملف السوري وفي الحرب القائمة على سوريا، ومن هذا المنطلق، كل هؤلاء الأشخاص والمنظمات التي يدعمها الغرب ويدافع عنها، كلها فاقدة للمصداقية،ومنهم "الخوذ البيضاء"، ويجب أن يخرجوا من سوريا. أما بالنسبة لدفاع الغرب وخصوصا بعض الدول الأوروبية عن "الخوذ البيضاء "يعود برأيي إلى احتمالين. الأول: إما أوروبا وقعت في فخ "الخوذ البيضاء" وأسيادهم ولا تستطيع التراجع عن موقفها الآن، خصوصا أنها دعمتهم ومنحتهم الجوائز والمكافات لقاء ما يسمى "عملهم الإنساني". والإحتمال الثاني: أوروبا الخاضعة للإرادة الأمريكية تتخذ من "الخوذ البيضاء" كورقة ضغط على سوريا وروسيا وحلفاءهم.
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق في هذه الصفحة.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي