وبعد مرور 40 عاما على "رائعة" المخرج جون كاربنتر والمنتج السوري الراحل، مصطفى العقاد، الشهيرة "هالوين"، والتي تتناول سفاح مختل عقليا منذ الصغر، يتخفى وراء قناع أبيض مخيف، ويرتكب جرائم بشعة في عيد "الهالوين"، يقوم المخرج ديفيد غوردن غرين في 2018 بإحياء "أسطورة الرعب" الشهيرة من جديد، في فيلم سيطرح بالسينمات تزامنا مع احتفال العالم هذا العام بـ "عيد الهلع"، والذي يرصد ما جرى مباشرة بعد أحداث الفيلم الأصلي من إنتاج 1978.
ولم يختر غرين أي أرقام يونانية لفيلمه الجديد، على غرار فيلم "Halloween H20" من إنتاج 1998، المنتمي لسلسلة أفلام الرعب الشهيرة، بل تجاهل كل الأجزاء التسعة التي تم إنتاجها في السابق، بالإضافة إلى كل "إعاداته السينمائية"، واستقر بكل بساطة على نفس اسم الفيلم الأصلي "هالوين" عنوانا لفيلمه الجديد.
#Halloween Star Jamie Lee Curtis Isn't A Fan Of Scary Movies — https://t.co/kunY7t08wY pic.twitter.com/T7YYQcMn4z
— We Got This Covered (@wgtc_site) October 12, 2018
Jamie Lee Curtis
— 𝖆𝖘𝖍𝖑𝖞 🥀 (@shlyyy42) October 11, 2018
• Halloween (1978) this deserves its own post pic.twitter.com/PzvQNj7Kj9
ولم يكتف ديفيد غوردن غرين بعنوان الفيلم الأصلي، بل استعان كذلك بأساسيات نجاح فيلم المخرج جون كاربنتر في سبعينيات القرن الماضي، وهي الممثلة الأمريكية، جايمي لي كورتس، بطلة النسخة الأصلية، والذي كان الفيلم سببا رئيسيا في نجوميتها — على الرغم من مقتلها على يد مايرز في أحد الأجزاء — وبموسيقى كاربنتر التصويرية المميزة، والمثيرة للأعصاب عند الاستماع إليها، وكذلك الممثل نيك كاسل، الذي جسد دور السفاح "مايكل مايرز" قبل 40 عاما.
وتدور أحداث فيلم "هالوين" الجديد، بعد مرور 40 عاما، إذ نرى "لوري سترود"، جليسة الأطفال وشقيقة مايكل مايرز، الآن مطلقة مرتين، وتقطن في منزل وضيع في ضواحي حي هادونفيلد في ولاية إلينوي الأمريكية،، وحولت منزلها إلى ساحة تدريب، ومخبأ آمن مزود بالأسلحة، استعدادا لمواجهة "مايكل مايرز" للمرة الثانية بعد مرور 40 عاما على مواجهتهما الأولى في عيد "الهالوين".
كما نرى في أحداث الفيلم أن "لوري سترود" أصبح لديها ابنة، تلعب دورها الممثلة جودي جرير، وزوجها، اللذان سئما من شكوك سترود المستمرة في النجاة من الموت، ولا يتفقان معها أن العالم ليس مكانا سيئا كما تظن هي، ولكن حفيدتها مازالت منجذبة لأفكارها، على الرغم من أن والداها يبعداها عن التواصل معها.
أما بالنسبة لبطل الفيلم الرئيسي "مايكل مايرز"، فنراه كما هو، مرتديا قناعه الأبيض، ولا يتحدث بالمرة مع أحد، مثلما كان حاله قبل 40 عاما، وفي كل الأجزاء والإعادات السابقة، ولكن عندما يتم نقله من مصحة علاجية إلى أخرى، يتمكن من الهرب، ويشق طريقه نحو حي هادونفيلد الهادئ، لمزاولة هوايته المفضلة، وهي القتل وسفك الدماء بسكينه، والذي يجيد التحدث عنه ببراعة، ويبدأ فصل جديد بينه وبين "لوري سترود" التي تكون في انتظاره.
لم يتمكن المخرج ديفيد غوردن غرين من محاكاة أجواء المخرج جون كاربنتر المخيفة، وفي نفس الوقت لم يقدم "بصمته الخاصة"، على الرغم من تعاونه مع نفس طاقم التمثيل الأصلي، وموسيقى كاربنتر، ومشاهد الليالي المليئة بالضباب، والقتل في الحمامات العامة، ولكنه حرص في المقابل على ضخ المزيد من الدماء على الشاشة، ما جعل تصنيف الفيلم رقابيا "للكبار فقط" أو "R"، كما أنه أضفى انحيازا للمرأة و"النسوية"، في المشاهد التي تجمع بين الجنس والعنف، عكس نسخة كاربنتر الأصلية.
ولكن على الرغم من هذا، فإن فيلم "هالوين" الجديد يستحق المشاهدة، لكونه يعيدنا إلى أجواء واحد من أشهر أفلام الرعب في القرن الـ 20، والذي سيعرض في السينمات حول العالم في 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.